خرج، صباح أمس، عشرات المرضى بعيادة الكلى والمسالك البولية بحي الدقسي بقسنطينة في وقفة احتجاجية رفعوا فيها شعارات نددوا فيها بسياسة الحقرة والتهميش التي تمارسها الإدارة في حقهم، وتسببت مؤخرا في وفاة 8 مرضى بعدما فشلت جميع محاولاتهم في إجراء عمليات زرع للكلى. المحتجون وردا على التصريحات الصحفية لمدير العيادة، التي قال فيها حسبهم “أن المرضى لا يعنونه"، حاولوا، ظهر أمس، الدخول إلى العيادة ،غير أن منع رجال الأمن لهم جعلهم يغيرون وجهتهم إلى الطريق الرئيسي الذي يقطع المنطقة ويربط بين 5 أحياء كبرى وقاموا بقطعه أمام حركة السير، الأمر الذي تسبب في فوضى كبيرة خلفت حالة من الاستياء وسط أصحاب المركبات. وفي شرحه للوضع، ذكر ممثل عن المحتجين أن إدارة المستشفى تسببت في وضعية كارثية بسبب سياسة تسييرها التي تقوم على الجهوية والمحسوبية، يضاف لذلك نقص الكواشف الكيميائية لقياس مناعة المرضى الذين خضعوا لزرع الكلى والأدوية التي تجعل أجسامهم لا تلفظ العضو المزروع، ونقص الحقن لتحسين تدفق الدم وانعدام الكثير من التحاليل الضرورية والفحوص الدقيقة لمتابعة وضعية مرضى القصور الكلوي، وكذا نقص الضمادات المعقمة وجيوب تصريف الفضلات وغياب جناح للأطفال ونقص الطاقة الاستيعابية عموما والاكتظاظ المستمر وكذا المحاولات الأخيرة لتحويل وحدة متابعة المرضى بعد الزرع إلى مكتبة، وهي اتهامات قالوا إن المتسبب الأول فيها هو مدير العيادة وطالبوا الجهات الوصية بإرسال لجنة تحقيق للبت في القضية ووضع حد لهذه الممارسات بشكل عاجل لأن الكثير من المرضى أصبحوا يفقدون حياتهم بسببها. من جهته، مصدر مسؤول بالعيادة لم ينف ما جاء على لسان المرضى وقال في تبريره للوضع إن العيادة التي تعتبر من أكبر المراكز بشرق البلاد، تستقبل يوميا أعدادا متزايدة من المرضى القادمين من قسنطينة وولايات الشرق بصفة عامة، حيث يبلغ عدد المعاينات والفحوص الخارجية بين 450 و900 حالة لمرضى راشدين وحوالي 10 أطفال كل شهر ويخضع أكثر من 150 مريض آخر لتصفية الدم بالأجهزة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع ويوجد أكثر من 30 آخرين في قائمة الانتظار، كما يخضع مرضى آخرين لأسباب صحية خاصة لعمليات التصفية الصفاقية، وشدد ذات المسؤول بأن عدد الحالات التي تتطلب هذا النوع من التكفل والمتابعة المستمرين يفوق الطاقة الاستيعابية للمصلحة بنسبة 100 بالمائة، وأضاف بأن مشروع توسيع المصلحة طرح منذ سنة 2007 وبقي يطرح سنة بعد أخرى دون أن يرى النور رغم الحاجة الملحة والعاجلة لتجسيده.