قال مصدر من المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، إن الأمين العام عبد العزيز بلخادم سيقترح على اللجنة المركزية في دورتها القادمة تغيير المكتب السياسي، مبلغا بعض المناضلين أنه لن يقدم استقالته مهما بلغت درجة الضغوطات، بينما تهكّم قاسة عيسى المكلف بالإعلام بعد اجتماع المكتب البارحة، من اعتقاد تحرك الثلاثي حراوبية وتو ولوح لتنحية بلخادم، أنه تحرك بإيعاز من رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة. قال عضو قيادي في جبهة التحرير الوطني، إن كل مسألة تنظيمية مرتبطة بتاريخ 31 جانفي الجاري، موعد الدورة العادية للجنة المركزية، ما يعني أن عبد العزيز بلخادم لا يزال أبعد من احتمال أن تهزه رياح التغيير. أكثر من ذلك، يبدو بلخادم أقوى من أي وقت مضى بعد أن أسرّ لمقربيه بأنه سيُقدم على اقتراح تغيير المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في الدورة القادمة، وهو المكتب الذي يضم الثلاثي الوزاري الذي اقترح قبل أيام على بلخادم الرحيل من على رأس الأفلان، ويتعلق الأمر بكل من رشيد حراوبية وعمار تو والطيب لوح، ما يُفهم منه أيضا أنه لم يعد فقط بوسع أحد إزاحة بلخادم، بل أكثر من ذلك فإن بلخادم حتى في الأوقات التي تبدو للمتتبعين بأنها فترات عصيبة عليه يمكن أن يقطع رأس أيا كان يحاول أن يحوم بمركزه في الأفلان. وتأكد نهائيا بعد أن ساورت الشكوك الكثير من المناضلين أن “الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو الذي في أمسّ الحاجة لبلخادم وليس العكس، وأن الرئيس بوتفليقة سيقع في ورطة كبيرة تفلت بها الأمور من بين يديه داخل جبهة التحرير الوطني في حال رحل بلخادم، كونه لا يثق في غيره ولم يعمل على صناعة بديل يثق فيه طوال فترة حكمه، وهو يمثل بالنسبة لبوتفليقة، ما دام على رأس الجبهة والدولة، صمام الأمان"، يقول مصدر أفلاني. وذهب آخرون من أنصار بلخادم، أمس، أمام مقر الحزب بحيدرة إلى غاية القول بأن “التقويمية تتعب نفسها ولا تعلم أن بلخادم شوشو بوتفليقة، لذلك هو باقٍ" مثلما وصفوه في حديث جرى بينهم وبين “الجزائر نيوز". من جهة أخرى، نفى قاسة عيسى “بتهكم" أن يكون تحرك الوزراء الثلاثة لوح وتو وحراوبية، بإيعاز من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتخلص من بلخادم، إذ قال “اليوم أصبح الكل يدعي بأنه يستطيع الاتصال ببوتفليقة، وقد يكون ذلك صحيحا إذا اتصلوا به روحانيا"، وأضاف “إننا لا نعتبر ما دوّنوه وأرسلوه للأمين العام رسالة لأنها ليست مختومة ولا رسمية، وإذا كانوا حقا يتبنون ما يقولون فعليهم باللجنة المركزية، وأما أن يكون بهذه الطريقة فنحن نسمع مثل هذا الكلام منذ عامين ولم يحدث شيء" في رد يبدو أن بلخادم في ارتياح كبير حتى وسط رحيل زعماء المشهد السياسي من رؤساء الأحزاب العملاقة. هذا، وجاء في بيان المكتب السياسي أن “الاجتماع قرر مناقشة مواضيع نظامية ونتائج الانتخابات ومشروع اقتراحات تعديل الدستور ومشروع ميزانية الحزب في 2013 الذي سيُعرض على الهيئة القيادية والسيدة وحدها بين مؤتمرين، وهي اللجنة المركزية، لتقرر كل ما يتعلق بالشأن العام للحزب المنتصر في كل الاستحقاقات والمتجذر شعبيا والمُعتمد عليه في إنجاح الإصلاحات وضمان الاستقرار سياسيا ومؤسساتيا واجتماعيا"، وهي عبارة تترجم بوضوح رغبة بوتفليقة في إنجاح إصلاحاته عبر الأفلان دون غيره من الأحزاب.