علمت "الفجر" من مصادر قيادية بحزب جبهة التحرير الوطني، أن عدد من الوزراء السابقين للحزب وأعضاء من المكتب السياسي، يحضرون لحركة تصحيحية جديدة بقيادة وزير التعليم العالي السابق رشيد حراوبية، للإطاحة بعبد العزيز بلخادم من على رأس الحزب بعد إعلان الحكومة الجديدة، وذلك تنديدا بعدم استشارة بلخادم لهم في تعيين رئيس كتلة الأفالان بالبرلمان الجديد. وقالت نفس المصادر إن ثلاثة وزراء سابقين في الحزب العتيد وهم الطيب لوح، عمار تو ورشيد حراوبية شرعوا في التحضير لحركة تصحيحية للإطاحة بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، لعدة أسباب لعل في مقدمتهما إقصاء وزير التعليم العالي رشيد حراوبية من منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني، وهو المنصب الذي كان يسعى له حراوبية منذ سنوات لكنه أبعد ساعات قبل جلسة التنصيب الرسمي للمجلس، فاسحا المجال لرئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة الذي حقق إجماعا لاحتلال منصب الرجل الثالث في الدولة، حتى من قبل نواب الأحزاب المعارضة، حيث لم يكن حراوبية راضيا عن إقصائه من ذات المنصب غير أنه حاول إظهار العكس بتصريحات صحفية السبت الماضي عندما قال "المهم الأفالان في منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني بغض النظر عن الأشخاص" لكنه في الحقيقة لم يصوت لصالح ولد خليفة. وما زاد من عزم رشيد حراوبية على تنحية بلخادم من منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عدم استشارة هذا الأخير لأعضاء المكتب السياسي الذي يضم كل من حراوبية لوح وعمار تو. وينتظر جناح حراوبية داخل بيت جبهة التحرير الوطني الإعلان عن الحركة التصحيحية والدخول في مواجهة مباشرة مع عبد العزيز بلخادم بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، خاصة وأن بلخادم يحاول إسكات بعض معارضيه المطالبين برحيله حتى من قبل قيادة اللجنة المركزية المعارضين له، منذ مارس الأخير بطمأنتهم بأنهم سيكونون ضمن الجهاز التنفيذي، منهم حراوبية الذي وعده بحقيبة سيادية. جدير بالذكر أن من أسباب الأزمة التي عرفها الحزب العتيد قبيل الانتخابات كان التدخل المباشر لرشيد حراوبية في إعداد قوائم الترشيحات الذي دخل بها منافسة تشريعيات 10 ماي الأخير وحصد فيها 220 مقعد برلماني.