التقى رونالد ريغان بزوجته نانسي في غذاء عمل في سنة1951، وهي ممثلة جاءته لطلب المساعدة، واستمرا في اللقاءات حتى عام 1952 في المطعم الصيني المفضل بالنسبة لهما، كما لعبت دورا أمام رونالد الذي كان ممثلا في فيلم قطط في البحرية، وفي إحدى المرات قال لها هيا نتزوج فردت عليه ببساطة “هيا"، وعقد القران في ال 4 مارس 1952 واقتصر حفل الزواج على صديقين فقط وخالفت نانسي تقاليد الزواج من ارتداء الفستان واستبدلته ببدلة رمادية وقبعة، فتحابا وتزوجا وأنجزا الأفلام معا، وأنجبا ولدين باتريسيا آن ورونالد بريسكوت، كما أصبحت نانسي زوجة الأب لولدي رونالد من زواجه السابق مورين ومايكل. كان رونالد ريغان شخصية جذابة جدا بكل معنى الكلمة، كان طويل القامة وسيما، جذابا بملامحه الجسدية، وملفت للأنظار. كل هذا يضيف إلى ما فيه من قيادي، كان قائدا عظيما، أما نانسي فكانت محافظة جدا، أخذت تدفع زوجها بعيدا عن الليبرالية نحو اليمين. كان الشيوعيون في تلك الفترة يقدّرون قوة حلم الصناعة الأمريكية، ويروِّجون لنفوذهم في هوليوود. وصف المراقبون علاقة رونالد بنانسي بقصة الغرام الحقيقية والصادقة فقد كانا متيمان ببعضهما وتطلق عليه اسم “روني" في حين أسماها هو “مومي". وكانت نانسي تقلق في كل مرة كان زوجها يغادر البيت الأبيض خوفا على حياته وكتبت مرة في أحد يومياتها “إذا حدث أي مكروه لروني فإن حياتي تنتهي". وفي إحدى رسائله لها قال رونالد “على الرغم من كل ما استمتع به فإني متأكد أني غير قادر على الإحساس بالمتعة لو لم يكن لدي أنت". وبعدما اطلعه الأطباء على إصابته بالزهايمر كتب رونالد لأحد أصدقائه قائلا: “لقد أخبرني الأطباء أني مثل ملايين الأمريكيين الذين لديهم عوارض داء الزهايمر. إني أتمنى فقط لو بإمكاني إبعاد نانسي عن هذه التجربة المؤلمة". لم تكن نانسي مثالا للسيدة الأولى التقليدية، إذ تميزت عن سابقاتها بشخصيتها القوية ومهنتها التي طالما أثارت جدلا في الأوساط السياسية، كماعرفت بحبها للأزياء وإنفاقها مبالغ مالية كبيرة مقابل الملابس، الأمر الذي أثار امتعاض الفقراء الذين اعتبروا ذلك إشارة على عدم شعورها بمشاكلهم. تمكنت هذه السيدة الأولى لاحقا من تحقيق شعبية واسعة بسبب المبادرات الاجتماعية والخيرية التي قامت بها، وكان أهمها حملة “فقط قل لا" التي تهدف للتوعية بمخاطر المخدرات. بعد تقاعد زوجها عام 1989، عاد الإثنان للعيش في منزلهما في ولاية كاليفورنيا، حيث أمضت نانسي معظم وقتها للاعتناء بزوجها، الذي تدهور وضعه الصحي بعد إصابته بمرض الزهايمر سنة 1994، استمر مرض الرئيس سنوات، فضلت خلالها زوجته أن تبعده عن عيون الإعلام وحتى الأصدقاء مبررة ذلك بقولها إن الرئيس لم يكن ليريد أن يراه الناس على هذه الحالة حتى وفاته عام 2004. وبقيت نانسي ناشطة سياسيا حتى بعد تركها البيت الأبيض وأولت اهتماما خاصا بالبحوث التي تجرى على الخلايا الجذعية. بعد وفاته، أوضحت نانسي ريغان أرملة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان “أنها ترى زوجها كل ليلة وتتحدث إليه خلال الليل، عندما أستفيق أشعر بأن روني موجود وأتحدث إليه. ما أقوله له لا يهم. لكني أشعر بأنه فعلا هنا وأراه". وأضافت نانسي ريغان “إني أشتاق إليه كثيرا. الناس يقولون إن الوضع يتحسن مع مرور الوقت لكن هذا غير صحيح". رضوان. ع ![if gt IE 6] ![endif]