تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. هي أم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش وحاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش، ولدت في 8 جوان 1925، أمضت طفولتها في مدينة نيويورك والتحقت بمدرسة “خياطة" بجنوب كارولينا ثم تخرجت من كلية سميث، بينما تخرج بوش من جامعة ييل وفي سن ال 16 التقت ببوش عضو مجلس الشيوخ عن فيليبس وخطبا بعد عام ونصف، وتزوجا عام 1945، وكان بوش، ضابطا في العشرين، برتبة ملازم أول في البحرية الأمريكية، وهي في التاسعة عشرة من عمرها. وأنجبا 6 أطفال (أربعة أبناء وبنتان، توفيت إحداهما في سن الرابعة، نتيجة لإصابتها بسرطان الدم). الأعمال الخيرية وبرامج التطوع عرفت بالبساطة والتواضع والهدوء والحكمة، وتحظى باربارا بقبول جماهيري وإعلامي واسع بسبب وجهها البشوش ومظهرها الكلاسيكي الوقور وصورتها الذهنية كجدة لكل فرد، فالشعب الأمريكي يشعر بالارتياح لشعرها الأبيض ودفئها وأسلوبها الرصين وذكائها، وقد أعلنت بتلقائيتها المعهودة أن الناس تحبها لأنهم يعرفون أنها تحترم زوجها وتحب الأطفال. وساندت زوجها في حملته الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدة، ودافعت عنه حينما حاول خصومه التشهير به وإدعاء تورطه في علاقة غرامية بسكرتيرته وكانت إلى جواره عندما خسر معركة الرئاسة أمام بيل كلينتون. وروّجت للتعليم كزوجة لنائب الرئيس ثم شاركت في عدة منظمات لنشر التعليم عندما صارت زوجة الرئيس وأصبحت رئيسا شرفيا لمؤسسة باربارة بوش لتعليم الأسرة ودعت للأعمال الخيرية وبرامج التطوع المدرسية وحماية المشردين ، وحملات التوعية بسرطان الثدي وأمراض القلب ومرضى الإيدز وكبار السن. أسهمت زوجة الرئيس السابق بوش بربارة إسهاما كبيرا في ازدياد شعبيته بدفاعها عن القيم العائلية، واتسمت بربارا بروح الدعابة، فعندما قدم بوش الأب في إحدى محاضراته عصارة تجربته القيادية في السياسة والاقتصاد وكيف نشأ في طفولته والأسباب التي جعلت منه رئيسا، قال إن أسعد يوم في حياته، كان في نوفمبر عام 1988 حين سافر مع زوجته بربارة إلى فلوريدا لحضور حفل تنصيب ابنه جيب بوش حاكما لولاية فلوريدا رابع أكبر ولاية في أمريكا وكيف طار بعدها مباشرة إلى تكساس لحضور حفل تنصيب جورج بوش الابن حاكما للولاية وحينما صارح زوجته بذلك، ردت بربارة غاضبة بصوت عال هذا يعني أن يوم زواجنا لم يكن يوما سعيدا في حياتك ياجورج؟ وحاليا تقيم مع بوش بمنزل العائلة في هوستون بتكساس ويزورها أولادها وأحفادها به أو بمصيف العائلة في “مين"، وتكتب مذكراتها حيث تعشق الكتابة والقراءة وأثناء عمل زوجها في مجلس الشيوخ، كتبت مقالاً بعنوان “حياة زوجة سيناتور في واشنطن" نُشر في عشرين جريدة، وتواصل أنشطتها الخيرية مستمتعة بوقت فراغها.