تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. حازت نانسي ريغان على احترام وثقة الجماهير بسبب احترامها ووفائها لزوجها، حيث عاش ريغان ونانسي قصة حب نشرت في كتاب “ريغان ونانسي: قصة حب أمريكية".. فقد أثنت وسائل الإعلام العامة على نانسي ريغان لوقوفها إلى جوار زوجها طوال عشر سنوات قضاها في صراع مع مرض الزهايمر. وفضّلت خلالها أن تبعده عن عيون الإعلام وحتى الأصدقاء، مبررة ذلك بقولها إن الرئيس لم يكن يريد أن يراه الناس على هذه الحالة. طفولة سعيدة ولدت نانسي في نيويورك في 6 جويلية 1921 من والد بائع سيارات ووالدة ممثلة. انفصل والداها بعد ولادتها بفترة قصيرة، فنشأت وترعرعت في ميريلاند تحت كنف خالتها وخالها، في حين كانت أمها تتابع أعمالها التمثيلية، وأمضت طفولتها السعيدة في شيكاغو بالمعسكرات والألعاب كالتنس والسباحة ورقص البالي وتلقت تعليمها الرسمي في المدرسة اللاتينية للبنات وفي كلية سميث في ماسا كوينس عندما اقتحمت عالم المسرح. وبعد التخرج أصبحت ممثلة مسرح محترفة وسافرت حول العالم وأدت دور البطولة في نحو 11 فيلما، ودورها السينمائي الاول في فيلم “ظلال الحائط"، وفي فيلمها الأخير قطط في البحرية لعبت دورا أمام زوجها الذي كان ممثلا. ونانسي ريغان هي الزوجة الثانية للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان التي قابلها عام 1951 حينما كان رئيس نقابة الفنانين وتزوجا العام التالي في حفل بسيط بلوس انجلوس وفور الزواج اعتزلت الأضواء، حيث كانت ممثلة كزوجها، وقالت إنها تمكنت من أن تكون الزوجة التي تريدها، ولها ابنة هي “باتريسيا ان" وابن هو “رونالد بريسكوت"، وبعد اعتزالها التمثيل في خمسينيات القرن الماضي، تفرغت للقيام بدور بارز على مسرح الواقع كزوجة للرئيس رونالد ريغان وأم لأطفالهما. وعندما كان زوجها حاكم كاليفورنيا من 1967 إلى 1975 قادت حملات خيرية عديدة وزارت المحاربين القدامى وكبار السن والمعوقين. وقد حظي ريغان بعناية فائقة من زوجته نانسي عندما أجريت للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عملية جراحية بعد أن أصيب بكسر في مفصل القدم إثر سقوطه داخل منزله في ولاية كاليفورنيا، وأعلن الجراحون في مركز سانت جون الطبي في سانتا مونيكا أنهم قاموا خلال الجراحة بزرع مسمار معدني في المفصل المكسور. السيدة الأولى أصبحت السيدة الأمريكية الأولى في جانفي 1981 وتلقت انتقادات عدة خلال الولاية الأولى لزوجها بسبب طلبها إضافة فخامة أكثر إلى البيت الأبيض ولاهتمامها الزائد بالموضة. ودعمت ريغان حملة توعية ضد المخدرات بعنوان “قل لا فحسب" التي اعتبرت إحدى أهم إنجازاتها كسيدة أولى. وخلال فترة ريغان، كانت معدلات البطالة مرتفعة و زادت معدلات الإفلاس وإغلاق المزارع. إلا أنه مع التحسن الاقتصادي، تم توفير عشرين مليون فرصة عمل، لدرجة أن عدد الذين تم توظيفهم، عند انتهاء فترة رئاسته حوالي 118 مليون أمريكي، وهي أعلى نسبة في تاريخ الولاياتالمتحدة. كانت حريصة جدا على حماية زوجها واعترفت عام 1988 انها دفعت المال لأحد المنجمين ليتنبأ لها حول مستقبل حياة زوجها بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عام 1981. وصف المراقبون علاقة رونالد بنانسي بقصة الغرام الحقيقية والصادقة فقد كانا متيمان ببعضهما وتطلق عليه اسم “روني" في حين أسماها هو “مومي". وكانت نانسي تقلق في كل مرة كان زوجها يغادر البيت الأبيض خوفا على حياته وكتبت مرة في أحد يومياتها “إذا حدث أي مكروه لروني فإن حياتي تنتهي"، وفي إحدى رسائله لها قال رونالد “على الرغم من كل ما أستمتع به فإني متأكد أني غير قادر على الإحساس بالمتعة لو لم يكن لدي أنتِ". وبعدما اطلعه الأطباء على إصابته بالزهايمر كتب رونالد لاحد اصدقائه قائلا “ لقد أخبرني الأطباء أني مثل ملايين الأمريكيين الذين لديهم عوارض داء الزهايمر. إني أتمنى فقط لو بإمكاني إبعاد نانسي عن هذه التجربة المؤلمة". بعد تقاعد زوجها عام 1989 عاد الإثنان للعيش في منزلهما في كاليفورنياو حي، أمضت نانسي معظم وقتها للاعتناء بزوجها، وفي رحلة وداعه لمثواه الأخير عام 2004 بعد الصراع مع مرض الزهايمر في الثالثة والتسعين من عمره، صاحبت نانسي ريغان نعشه من كاليفورنيا على متن الطائرة الرئاسية، وكانت تلوح للجماهير المصطفة في واشنطن طوال الطريق إلى الكابيتول. وبقيت نانسي ناشطة سياسيا حتى بعد تركها البيت الأبيض وأولت اهتماما خاصا بالبحوث التي تجرى على الخلايا الجذعية.