قال مديرالمسرح الجهوي لبجاية عمر فطموش، أول أمس، إن النهوض بالمسرح الجزائري يتطلب تطوير المسارح الجوارية عبرالمدن والأحياء. واعتبر فطموش في ندوة بعنوان “حدود الترجمة والاقتباس في المسرح الجزائري" نظمت بقاعة “الأطلس"، أن إقامة المسارح الجهوية في المدن والأحياء وداخل المدارس والجامعات “سيمكن" من جذب الجمهور الذي “مازال عزوفه عن ارتياد المسارح يعتبر إشكالا كبيرا للفن الرابع في الجزائر". وأكد المتحدث أن الإرهاب الذي عانى منه الشعب الجزائري في التسعينيات “أثر بقوة" على المسرح في الوقت الحالي “فالطفل آنذاك تربى على اعتبار أن المسرح والفن حرام، فكيف به اليوم يأتي إلى المسرح ليشاهد العروض"، كما قال. وأوضح مدير المسرح الجهوي لبجاية أن الفن الرابع مثله مثل السينما صار يعاني من فقدان تقاليد الذهاب إلى المسارح والاستمتاع بالعروض، وهي تقاليد كانت سائدة في السبعينيات واختفت في التسعينيات. ونفى فطموش أن تكون اللغة المسرحية مشكلة كبيرة للفن الرابع في الجزائر رابطا ازدياد استعمال العربية الفصحى في الأعمال المسرحية بالمشاركة في المهرجانات العربية، مؤكدا أن استعمالها “لا يعيق" التواصل مع الجمهور الجزائري. وأوضح أن إشكالية اللغة موجودة في كثير من المسارح العالمية، ومنها المسرح الفرنسي الذي “دق ناقوس الخطر تجاه اللغة الفرنسية الأدبية" الذي يعمل حاليا على محاربة “اللغة الفرنسية التي يستعملها المهاجرون المغاربيون “البور"، وهذا بتشجيع الأعمال المسرحية التي تُقتبس من نصوص كبار الكتاب الفرنسيين". وعن موضوع الندوة، قال المتحدث إن “الإقتباس الذي يعتمد على التكوين هو الأفضل للمسرح الجزائري، وليس الترجمة التي تحرّف النص المسرحي وتشوّهه"، مضيفا إن بعض النصوص المسرحية يستحيل ترجمتها ك “رينوسيروس" للفرنسي يوجين يونسكو. وتأسف المتحدث عن عدم وجود “نقد متخصص" للمسرح في الجزائر، معتبرا أن “وجود الأعمال المسرحية الضعيفة لا يعني انعدام الأعمال الجيدة".