افتتح مؤخرا برواق عائشة حداد بالعاصمة، معرض للفن التشكيلي للفنان لخضر لقويزي، وضم المعرض أكثر من 15 لوحة تنوعت بين الواقعية والسريالية، جاء ذلك في إطار البرنامج التفعيلي للنشاط الثقافي للرواق وستدوم التظاهرة الفنية إلى غاية نهاية الشهر الجاري. أبدعت ريشة الفنان لخضر لقويزي، في معظم اللوحات لتحويل الأشياء الساكنة إلى أشكال مفعمة بالحيوية ونبض الحياة من خلال كسر حواجز واختصار المسافات بين الفنان والمتلقي وعمله على وضع خطوط التقارب بين جمال الريشة وسحر الإبداع الذي جسده الفنان بشكل بسيط غير أنه في الوقت ذاته، معبر عن عمق الذاكرة الجماعية التي تعبق منها رائحة الأصالة الجزائرية. حاول الفنان من خلال سحر ريشته وألوانه المبهرة إلى إعادة زوار المعرض لعيش لحظات رائعة من الزمن الجميل، هذا وإن كانت عبارة عن حلم لدقائق خاطفة فقد استطاع أن يرحل بالحضور إلى أزقة حي القصبة العتيق في معظم لوحاته، ليكشف للجميع مدى أهمية هذا المعلم التاريخي في الذاكرة الجماعية الجزائرية، وأبى الفنان من خلال لوحاته الكشف عن يوميات سكان القصبة أثناء الحقبة الاستعمارية وطريقتهم الجدية في خوض معركتهم ضد الاحتلال. كما غاص من خلال معرضه إلى تفاصيل دقيقة وبسيطة التي كان يحيا بها سكان القصبة ومدى تشبثهم بالتراث الأصيل، فالمتمعن لعمق اللوحات يدرك تلك العلاقة الحميمة التي كانت تربط أهل القصبة بهويتهم وشخصيتهم الوطنية، إلى جانب ذلك، فإن الفنان نجح إلى حد بعيد في ترجمة بعض القصائد لكبار شعراء الشعبي ليقوم بتحويلها إلى لوحات فنية تنبض من عمق القصبة. كما عرج الفنان بزوار المعرض إلى منطقة الجنوب الجزائري الكبير من أجل فك طلاسم السحر والجمال الذي تتربع على عرشه منطقة الطاسيلي والأهقار، وهذا ما أوضحه لنا بريشته أثناء تجسيده مشاهد متفاوتة الجمال والرونق التي تنبع من هناك، فحاول أن ينطق بريشته ليقول إنه التمس معجزات الخالق. هذا، وأثبت لخضر لقويزي، جدارته عن استحقاق من خلال تقديم مجموعة من اللوحات تنوعت أشكالها بتنوع ألوانها غير أنها اتفقت على تقديم الجمال من أجل بعث الإسرار في نفوس الناظرين من الزوار. للإشارة، الفنان خريج مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، شهد له بنجاح معظم معارضه التي قدمها، كما أنه تحصل على العديد من الشهادات الشرفية والجوائز.