يؤكد العميد أول ونائب مدير الوقاية والحركة المرورية بالمديرية العامة للأمن الوطني، طاطاشاك محمد، في حديثة ل"الجزائر نيوز"، أنه من الصعب القضاء على الاكتظاظ المروري الذي يعد ظاهرة تسجل في مختلف مدن العالم الكبرى ولا تقتصر على الجزائر وحدها، مشيرا إلى أن غياب التنسيق بين القطاعات المسؤولة عن حركة المرور يزيد من حدة هذه الظاهرة. ركزتم خلال حديثكم عن الاكتظاظ المروري في المدن الكبرى، بعد اتخاذكم العاصمة كنموذج، على ارتفاع عدد المركبات باعتبارها عاملا أساسيا في بروز هذه الظاهرة، هل هناك عوامل أخرى تساهم في تفاقم الظاهرة؟ ارتفاع عدد السيارات في المدن الكبرى، عامل أساسي في حالة الاكتظاظ التي تكاد دائمة، إلى جانب هذا العامل هناك عوامل أخرى، تتمثل في تمركز جل القطاعات الحيوية من مرافق عمومية على غرار الإدارات، المرافق الصحية، الجامعات، الأحياء الجامعية في المدن الكبرى.. ضف إلى ذلك التوسع العمراني في المدن مع الإبقاء على شبكة الطرقات نفسها. رغم الاجراءات المتخذة منذ سنوات، على غرار منع دخول الشاحنات نهارا وإنشاء ممرات خاصة بها، إلى جانب القضاء على التقاطعات.. إلخ، لكن كل هذا فشل، أين يكمن الخلل في اعتقادكم؟ صحيح لا يزال هناك نقص في هذا الجانب، ويعد نقص وسائل النقل الجماعي وعدم ارتقاء خدماتها لمستوى مقبول، الذي أقصد به احترام مواعيد الانطلاق والوصول في بعض المناطق، يؤدي إلى استعمال المركبات الخاصة، لكن دخول الترامواي حيز الخدمة إلى جانب الميترو، كونها من وسائل النقل الحديثة، وتوسيع المصاعد الهوائية سيسمح بالتخفيف من حركة المرور. يعتبر إنشاء الأنفاق في العديد من الطرقات من الوسائل المعتمدة لتخفيف الاكتظاظ، لكنكم ذكرتم أنها نقلت الاكتظاظ من مكان إلى آخر. ما هو الحل البديل في رأيكم؟ بالتأكيد إنشاء الأنفاق لم يحل مشكل الاكتظاظ المروري، وهذا ما يدفعني إلى التأكيد على ضرورة التنسيق بين مختلف القطاعات المسؤولة عن حركة المرور، إلى جانب اعتماد مخطط تسيير. الاكتظاظ ظاهرة لا تخص الجزائر دون بقية دول العالم، لكن يمكن القول إنها مشتركة بين جميع الدول إلا أن حدتها تختلف من دولة إلى أخرى، ومن الصعب القضاء على هذه الظاهرة في الجزائر. إذا كان من الصعب القضاء على الازدحام في الطرقات المتواجدة بالمدن الكبرى. ما هي الحلول المقترحة للتخفيف من حدة هذا المشكل؟ الحلول المقترحة تتمثل في إنشاء مواقف تتكون من عدة طوابق، تشجيع النقل الجماعي عن طريق تحسين نوعية الخدمات التي يقدمها للمواطن واحترام مواعيد الانطلاق والوصول، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار المسالك، مع ضرورة تحويل المرافق العمومية والمنشآت على غرار المصانع وغيرها الموجودة داخل المدن الكبرى إلى مناطق أخرى بعيدة عن هذه المدن، وهذا من شأنه أن يساهم في تخفيف الضغط على المدن التي تعرف باكتظاظ حركتها المرورية والتي لم تعد تقتصر على ساعات الذروة المرتبطة بأوقات خروج ودخول العمال والموظفين فقط، إلى جانب التحاق التلاميذ والطلبة بالمدارس واستعمالهم للطرقات العمومية، ضف إلى ذلك أن ارتفاع عدد المركبات الخاصة لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار.