أمتع خالد فايق أبو شاويش، الشاعر الفلسطيني القادم من غزة، أمس، ضيوف الجاحظية بأروع القصائد الشعرية التي جاءت على طريقة محمود درويش، كما تفنن الشاعر في طريقة الإلقاء التي تنوعت قصائدها بين الشعر المحلي لمنطقة غزة وبين الشعر الفصيح. وقد حضر الأمسية الشعرية نخبة من عشاق الشعر إلى جانب ممثل سفارة فلسطينبالجزائر، وكذا طلبة جامعيين من قسم الآداب لجامعة الجزائر. وقد افتتح الشاعر قصائده القصيرة التي غلب عليها طابع الحزن والحسرة عن بلده الذي انتهكته الآلة الصهيونية من كل جهة وقد جاء ذلك في قصيدة “اضرب، اضرب، اضرب" ثم أعقبها بقصيدة “إخس عليكو إخس" واللتين استخدم فيهما الشعر التناظري العمودي في بناء النصين القصيرين، حيث عبر فيهما خالد فايق أبو شاويش عن مشاعره وانفعالاته تجاه جرح المحنة التي عاشتها غزة أثناء الاجتياح الإسرائيلي الأخير، كاشفا تفصيل عن حجم المعاناة التي مربها الشعب الفلسطيني طيلة حياته، غير أنه لا يزال يحمل شعلة الأمل لغد تشرق فيه شمس الحق والعدالة الإنسانية. بعدها عرج الشاعر بالحضور إلى الشعر الفصيح وقد عنون قصيدته الأولى ب “على هذه الأرض هناك ما يستحق الحياة" وهذه الأخيرة مقتبسة عن رائعة محمود درويش شاعر القضية الفلسطينية، حيث قال بمطلع القصيدة “درويش قلعة الأدباء والشعراء من قال إن الليل لا يبكي ويمسح بدموعه عند كل صباح" وفي بيت آخر من القصيدة قال “في حضرة الدرويش أجلس باحترام". تفنن فايق شاويش في الأداء، وبطريقته المستلهمة من الوجدان استطاع أن يبعث روح درويش بين الحضور، وقد نجح الشاعر إلى حد بعيد في إعطاء القضية الفلسطينية مكانتها المستحقة بعد الانقسام الذي عرفه بيتها، كما أتبع الأمسية الشعرية بقصيدة أخرى جاءت بعنوان “في غزة ينهال علينا الرصاص كالمطر" وقدم خلالها الصورة الصادقة لحجم الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسيطني داخل أرضه المقدسة، واصفا الحركة الصهيونية بالوحش المجرد من الإنسانية فقد قضى على الأخضر واليابس بالأراضي الفلسطينية وحتى ابتسامة وبراءة الأطفال لم تسلم من طغيانه. بعد ذلك أتحيت المداخلات للحضور، حيث تحدث طالب جامعي عن ملاحظته حول استعمال الشاعر للشعر الحر في الحزن على بلده وكذا استخدامه الشعر العمودي في ملامسته لأحزان الدول العربية بعد ثورات ربيعها، كما تفاعل الحضور، تقريبا، مع جل قصائد الشاعر واستحسنوا كل بيت ألقاه على مسامعهم، معربين عن إعجابهم بقصائد الشاعر التي ذكرتهم بوحشية الاستعمار التي ذاقوا من مرارتها يوما. للإشارة خالد شاويش شاعر فلسطيني متخرج من قسم اللغة الإنجليزية من جامعة مصر، شارك في تأسيس الأدباء العرب له أربعة دواوين بالعامية واللغة العربية عاش بالجزائر لمدة زمنية ولظروف اضطر مغادرتها ورجع إليها بعد 18 سنة من الغياب.