انطلاقا من بعض المعطيات التي أفصح عنها المدرب الوطني للمنتخب العسكري، يعتقد عبد الرحمان مهداوي أن مستوى الدورة الحالية لكأس إفريقيا للأمم أحسن من الدورة السابقة لأن جل المنتخبات مدعمة بأحسن لاعبيها المحليين والمحترفين، كما يرشح كذلك المنتخب الوطني لتخطي عقبة الدور الأول وبلوغ المربع الذهبي. انطلقت أمس الدورة ال 29 لكأس إفريقيا للأمم، كيف تتوقعون أن يكون مستواها الفني على ضوء المعطيات الموجودة؟ بالنظر إلى المستوى الحالي الذي توجد عليه جل المنتخبات التي تأهلت إلى هذه الدورة النهائية، أتنبأ بأن يكون المستوى الفني العام للدورة أحسن بكثير من الدورة السابقة لعدة اعتبارات، منها حضور بعض المنتخبات التي غابت عنها مثل الجزائر، وكذا الظروف الملائمة جدا التي تحوز عليها جنوب إفريقيا التي نظمت كأس العالم قبل عامين، حيث تتوفر على ملاعب جيدة ومنشآت رياضية وكروية متطورة جدا مما يساعد المنتخبات المشاركة على لعب مواجهاتها في ظروف حسنة للغاية، خاصة في ظل وجود كل نجوم المنتخبات الإفريقية التي تنشط في أندية محترفة عريقة، وكل هذه العناصر من شأنها أن تطبع هذه الدورة وتجعلها أحسن من سابقاتها. على غير العادة نظمت هذه الدورة بعد عام على دورة 2012، هل تعتقدون بأن ذلك سيؤثر على مستواها ومردود المنتخبات؟ لا أعتقد ذلك، لأن كل المنتخبات كانت على علم بتغيير تاريخ إجراء نهائيات هذه المنافسة، حيث أصبحت اليوم تجري في تواريخ فردية حتى لا تتلاقى مع مواعيد كأس العالم. من جانب آخر، أقول إن المنتخبات الإفريقية بلاعبيها ومسيريها ومدربيها وحتى سلطاتها السياسية متحمسة للفوز بالألقاب القارية والمحافظة على سمعتها وتدعيم نتائجها ورصيدها في منافسة كأس إفريقيا للأمم، لأن الأمر في اعتقادي لم يعد فقط مقتصرا على المشاركة الرياضية، والدليل أن الدول تجند جميع إمكاناتها الاقتصادية والسياسية لتدعيم منتخباتها في هذه المنافسة، والدليل أن منتخبنا الوطني حظي بدعم الشعب والقيادة والكل تجند لهذا الحدث القاري من خلال توفير كل الظروف لتحضير الخضر، وهو ما يجعلني أقول إن القادة الأفارقة أعطوا اليوم كل الدعم والأهمية لممثليهم في جنوب إفريقيا. الأكيد أن هناك منتخبات مرشحة للتألق وربما حصد لقب الدورة ال 21، في رأيك من تراه مؤهلا لذلك؟ صراحة الأمر يبدو صعبا للغاية، لأن كل منتخب حاضر اليوم بجنوب إفريقيا مرشح للفوز، بل ويسعى لتحقيق ذلك، لكنني مع ذلك أرى أن بعض التشكيلات لديها الإمكانات الكافية للبروز والتألق والتنافس على اللقب، منها جنوب إفريقيا البلد المنظم، كوت ديفوار، المغرب والجزائر، وفي كل الأحوال فإن المنتخب الذي يقدم مردودا قويا ويوظف جميع إمكاناته هو الذي سيكون له شرف التتويج. هل هذا يعني أن عنصر المفاجأة غير وارد وأن ما حدث في الدورة الماضية سوف لن يتكرر؟ بغض النظر عن المفاجأة المدوية التي حققها المنتخب الزامبي قبل عام، لا أعتقد أن هذه الدورة ستشهد مفاجأة لأن المنتخبات المرشحة ستحاول تأكيد أحقيتها بالتتويج، لتثبت أنها الأقوى، وكل ذلك يبقى رهين المستوى الرفيع الذي ستقدمه. مرة أخرى سيكون الموعد الإفريقي مبتورا من عدة منتخبات قوية أمثال مصر والكاميرون اللذان سيغيبان، هل ترونها خسارة للكرة الإفريقية؟ ما من شك أن قيمة المنتخب المصري أو الكاميروني لا تحتاج إلى تأكيد أو تبيان طالما وأن تاريخهما في هذه المنافسة هو الذي يتحدث عن قيمتهما، حتى إن كان غيابهما لا يؤثر كثيرا على المستوى العام مع وجود منتخبات قوية أخرى، إلا أنني أرى بأن ذلك سينقص ربما من الحرارة التي تميزت بها الدورات السابقة لأنهما يعدان من كبار منتخبات القارة وسبق لهما أن فازا بعدة ألقاب خاصة المنتخب المصري، وبالتالي فهما يملكان تقاليد قديمة مع هذه المنافسة، فعندما نتحدث عن الكرة الإفريقية علينا دائما أن نذكر إنجازات المنتخبين المصري والكاميروني. لنعرج على المنتخب الجزائري الذي عاد إلى أحضان كأس إفريقيا، كيف تتوقع مردوده ونتائجه؟ بصراحة أنا أؤمن بقدراتنا، وإذا لم تحدث كارثة بإمكاننا الذهاب بعيدا ولما لا الوصول إلى الدور نصف النهائي، وأنا كجزائري أتمنى أن تكون بدايتنا ضد تونس إيجابية لأن في مثل هذه الدورات يعتبر اللقاء الأول مفتاح المرور إلى الدور الثاني، وبفضله تزداد طموحات أي منتخب. هل نفهم من كلامكم أنكم ترشحون الجزائر بقوة للمرور إلى الدور الثاني؟ دون تردد أرشح كوت ديفوار والجزائر لتخطي الدور الأول، وإذا حدثت مفاجآت فتكون بالتأكيد سقوط الجزائر ومغادرتها الدورة في الدور الأول. هل ترون بأن النتيجة التي سيسجلها الخضر هي التي ستحدد مصيرهم في تصفيات كأس العالم القادمة؟ باختصار أقول إنها دورة تحضيرية هامة لتقييم مستوانا أمام أباطرة الكرة الإفريقية، وبالتالي فإن مكانتنا الحقيقية ستظهر في هذه الدورة. ودعني أقول كذلك أن المناسبة ستكون سانحة لإجراء تقييم لسنتين من تولي المدرب البوسني حليلوزيتش مهامه على رأس الخضر، إذ يمكننا قياس حجم العمل الذي قام به وبالتالي تحديد آفاقه مستقبلا خلال تصفيات كأس العالم. كما أن هذا التقييم سيمس كذلك مدى جاهزية لاعبينا لرفع التحدي خلال المواعيد القادمة. سيشارك المنتخب المالي وبلاده تعيش أزمة حقيقية وحرب معلنة، هل تعتقدون بأن ذلك سيؤثر على أدائه؟ بطبيعة الحال ما يعيشه هذا البلد من شأنه أن يؤثر على التشكيلة المالية، لأن ذهنية أي لاعب ستكون دائما مشدودة إلى ما يحدث في البلد، وكل ما أتمناه هو أن يتجاوز هذا المنتخب هذا الظرف بسلام.