يرى كمال راشدي الأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتفهم تداعيات أزمة اختطاف الرهائن الأجانب في منشأة الغاز بتيقنتورين في عين أمناس على اعتبار أن هناك تقاربا، كما قال، بين البلدين بخصوص مكافحة الإرهاب. كما يؤكد راشدي، في هذا الحوار، أن اللوم يمكن أن يصدر بشكل أكبر من جانب بريطانيا واليابان، لا سيما وأن هذه الأخيرة - كما قال - هي دولة بعيدة عن الإرهاب، فضلا عن تأثير تداعيات أزمة الرهائن على الحياة السياسية بهذا البلد من ناحية الرهانات الانتخابية. في رأيكم، هل ستكون لأزمة الرهائن في عين أمناس تداعيات بخصوص العلاقات مع الدول التي كان رعاياها موجودين ضمن الرهائن، لا سيما الذين قتلوا في الأحداث؟ لقد قلت دائما إن الجزائر ستدفع ثمن الحرب في مالي، وبالنسبة لسؤالكم فإن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتفهم الموقف الجزائري لأن هناك تقاربا كبيرا بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وحتى قبل التدخل الفرنسي في مالي، كان هناك تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، مع الإشارة إلى أنه ربما سوف توجه واشنطن اللوم لبلادنا بخصوص عدم طلبها المساعدة في أزمة الرهائن، لا سيما وأن الولاياتالمتحدة عرضت فعلا مثل هذه المساعدة مع بداية عملية الاختطاف. هذا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن ماذا عن الدول الأخرى المعنية؟ يمكن لليابان أن يكون موقفها متشددا مع الجزائر، والوزير الأول الياباني قال إن بلاده تحمّل الجزائر مسؤولية حياة الرهائن، وإذا ما كان هناك رهائن من جنسية يابانية في المرحلة الثانية من العملية التي نفذت لتحريرهم، فإن موقف اليابان سيكون متشددا لكون اليابان، وضمن أحد الأسباب، بعيدة عن الإرهاب، كما أن ذلك سيكون له تأثير على الحياة السياسية في هذا البلد على غرار ما يتعلق بمسألة الانتخابات. وأعتقد أيضا أن بريطانيا سوف تلوم الجزائر أكثر على عدم اخبارها بإطلاق عملية تحرير الرهائن فضلا عن عدم منحها الفرصة، أي لبريطانيا، لمساعدتها لا سيما من خلال مسألة التفاوض. إن ما قامت به الجزائر هو موقف سيادي محض، وهي التي حذرت كثيرا، خلال الحرب في ليبيا، من انتشار الأسلحة وتحالف الإرهاب مع الجريمة المنظمة. لكن على الأرض وفي الواقع.. أي منحى ستتخذه هذه التأثيرات في علاقات الجزائر مع الدول المعنية؟ على الأرض ستكون هناك توترات على صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع اليابان وبريطانيا، لكن لا أظن أن ذلك سيحدث مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها تطلب من الجزائر تشديد قبضتها الأمنية في الجنوب وضمان الحماية الأمنية أيضا في هذه المناطق. وماذا بشأن التداعيات على الحرب الدائرة في مالي؟ الحرب سوف تستمر وسوف تزداد وتيرتها في مالي، كما أنه يمكن أن تكون أكثر عنفا، والجزائر هي الآن الأكثر تضررا من هذه الحرب الدائرة في مالي، فضلا عن كون هذه الحرب يمكن لها أن تدفع الجماعات المسلحة إلى تشدد أكبر وعنف أكثر. ألن تدفع هذه الحرب الدائرة في مالي، وما خلفته من تداعيات، الفاعلين الدوليين إلى صرامة أكبر أيضا إزاء ما يحدث في مالي؟ هؤلاء الفاعلون لا يزالون متحفظين بشأن ما يحدث في مالي، واللائحة 85 - 20 الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بخصوص مالي لا تتحدث عن تدخل عسكري في هذا البلد، ولكنها تتحدث عن انتشار قوات إفريقية وليس تدخلا عسكريا من ناحية تواجد قوات فرنسية وأجنبية، ثم إنه ليست هناك خطوات أخرى من جانب مجلس الأمن الدولي، وكان ممكنا أن يجتمع هذا الأخير ويصدر قرارا في اتجاه إضفاء الشرعية الدولية على التدخل العسكري الفرنسي في مالي. لكن لماذا لم يفعل في رأيكم؟ ربما تخوف من “الفيتو" لدولة ما فضلا عن كون تسارع الأحداث لم يعط الوقت الكافي لمجلس الأمن ربما من أجل الاجتماع لاتخاذ قرار بخصوص إضفاء الشرعية الدولية على التدخل العسكري الأجنبي في مالي.