انسحبت، أمس، المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية من قاعة المجلس الشعبي الوطني، احتجاجا على تصويت البرلمان على مشروع تعديلات قانون المحروقات، فيما امتنع نواب كتلة الجزائر الخضراء الذي يضم حمس والإصلاح والنهضة عن التصويت، في حين أن الغالبية العظمى صادقت، أمس، على المشروع المعدل والمتمم لقانون 2005 خلال جلسة علنية ترأسها محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس بحضور وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. يتضمن هذا القانون تعديلات وتكميلات على المادة 58 من القانون 05 - 07 ل 28 أفريل 2005 المتعلق بالمحروقات إلى جانب إدراج عشر مواد جديدة، وتتعلق هذه التعديلات بتسهيلات جديدة للاستثمارات لاسيما الأجنبية منها فيما يخص التنقيب عن المحروقات واستغلالها وكذا مزايا جبائية جديدة ويحدد الخطوط العريضة للتنقيب عن الطاقة غير التقليدية واستغلالها، وكان مجلس الوزراء قد صادق على مشروع هذا القانون في أواخر شهر سبتمبر الماضي. هذا، وتمحورت مضامين التعديلات التي اقترحها مندوبو أصحاب التعديلات أساسا حول حذف بعض الأحكام المتعلقة بالمحروقات التقليدية وإدراج مادة جديدة تنص على إلزام الوزير المكلف بالمحروقات بتقديم حصيلة سنوية تخص النشاطات المتعلقة بها والنتائج المحققة أمام أعضاء المجلس الشعبي الوطني وتحديد كيفية حساب الرسم على الدخل البترولي على أساس رقم العمال ووضع وكالتي المحروقات تحت سلطة الوزير المكلف بها، إلى جانب تقليص مدة الاستغلال بالنسبة للمحروقات التقليدية سواء السائلة أو الغازية، وأفضى هذا النقاش في النهاية بين أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان ومندوبي أصحاب التعديلات وممثل الحكومة إلى تبني بعض المقترحات، في حين تم رفض اقتراحات أخرى لأنها تتعارض، حسب اللجنة، مع جوهر وأهداف مشروع هذا القانون على غرار التعديل الذي اقترحه لخضر بن خلاف المتعلق بتقليص مدة مرحلة استغلال المحروقات غير التقليدية الغازية من 40 سنة إلى 25 سنة. من جهته، أكد النائب عن جبهة القوى الاشتراكية مصطفى بوشاشي أن انسحابهم جاء بناء على المواقف الثابتة للحزب فيما يتعلق بهذا الجانب، حيث أبدى تجنب الحزب التورط في رهن مستقبل الأجيال وتطوير طاقات ليست الجزائر بحاجة لها في الوقت الراهن، إلى جانب تأكيده على أن الحزب ضد أن تكون الجزائر حقل تجارب فيما تعلق بالتنقيب عن الغاز الصخري أو ما يطلق عليه بغاز الشيست، وتعجبه بشأن توجه السلطات نحو استغلال هذا الغاز في وقت لا تزال فيه الجزائر تمتلك احتياطات كبيرة من الغازات التقليدية تكفيها لسنوات طويلة.