يستعد منتخبنا الوطني لإجراء لقائه الشكلي الأخير في جنوب إفريقيا قبل حزم أمتعته والعودة من حيث أتى، وبغض النظر عن الوجه الذي سيظهر به أمام كوت ديفوار، فإن الأمور حسمت، لأن المواجهة تجري اليوم من دون حسابات للمنتخبين طالما وأن المنافس ضمن تواجده في الدور ربع النهائي ومنتخبنا أُقصي من المنافسة، وهو ما يجعل هذه المقابلة من دون طعم ولا هدف، اللهم إلا إذا حاول رفاق مصباح إعادة الاعتبار وتحقيق فوز معنوي ينسيهم الكبوة ويكسبون به ودّ الأنصار و«اعترافهم" بأن منتخبنا أبان عن سيطرة بالطول والعرض لكنه لم يتمكن من إحراز الفوز الذي يسمح لهم بحصد نقاط في مشوارهم الإفريقي. وإذا كان الجمهور الجزائري يعتبر مواجهة كوت ديفوار بدون طعم، فإنه بالمقابل ينتظر بفارغ الصبر الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة في إطار الدور نصف النهائي للكأس الإسبانية الذي يجري اليوم مباشرة بعد انتهاء اللقاء الشكلي للخضر، وبغض النظر عن أهمية كل مواجهة واهتمام الجمهور الكروي في بلادنا بها، فإن الأسئلة التي تطرح بعد أن تزامنت المواجهتان في يوم واحد هو أيهما سيختار عشاق الكرة في الجزائر، هل يتابعون مناظرة منتخبنا أم سيركزون اهتمامهم على المواجهة النارية بين الغريمين الإسبانيين؟ مواجهة كوت ديفوار لاحدث من خلال حديثنا مع بعض المتتبعين لخرجة منتخبنا الإفريقية، فقد اتفق جلهم على أن المقابلة ضد كوت ديفوار تعتبر لاحدث طالما وأن نتيجتها سوف لن تغير شيئا بعد أن تبخرت الأحلام والآمال، وهو ما حاول أحد مناصري الخضر الإشارة إليه بنوع من اليأس والاحباط والقنوط: “بالنسبة لي لا تهمني مقابلة منتخبنا ضد كوت ديفوار وبدلها فسوف أتابع اللقاء الثاني الذي يجمع اليوم بين تونس والطوغو، لأنني على يقين أن الفرجة ستكون موجودة والحماس مضمون لأن كل تشكيلة تسعى إلى تحقيق التأهل إلى الدور القادم، ولا أخفي عليك بأنني سأناصر المنتخب التونسي"، وأثناء حديثه، عرج على الكلاسيكو الإسباني دون أن نسأله عنه، حيث اعتبره بمثابة المتنفس الوحيد له في هذه السهرة التي ستشهد مغادرة الخضر لأجواء الكأس الإفريقية بصفة نهائية: “لكي أنسى الصفعة القوية التي تلقتها الكرة الجزائرية سأواسي نفسي من خلال متابعة الكلاسيكو الإسباني بين الريال وبرشلونة، وأنا على يقين بأنه سيكون قمة في الإثارة والتشويق وسوف لن يكتفي الفريقان بالسيطرة على اللعب دون تسجيل الأهداف كما حدث لمنتخبنا، بل ستكون الأهداف حاضرة كالعادة"، مضيفا بأنه سيناصر كالعادة ريال مدريد. اللقاء يجري من دون ضغط للأمانة لم تكن الآراء والانطباعات التي لمسناها عند بعض المناصرين الجزائريين تصب كلها في بوتقة مقاطعة اللقاء الأخير للخضر، حيث أفصح لنا أحدهم بأنه لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يحيد عن تقاليده عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني: “لا أضيف شيئا إن قلت لكم بأنني محبط كثيرا نتيجة الإقصاء المر الذي مني به منتخبنا الوطني بعد هزيمتين قاسيتين أمام تونس والطوغو، غير أن هذه الكارثة سوف لن تمنعني من مشاهدة لقاء الخضر هذا المساء، لأنني بصراحة مدمن على متابعة كل ما يتعلق بمنتخبنا، وإذا كان أمل التأهل تبخر فإنني أنتظر كجزائري شغوف بلعبة كرة القدم والألوان الوطنية أن يسجل منتخبنا أول فوز له أمام الفيلة والعودة إلى الجزائر بثلاث نقاط تحفظ ماء وجه كرتنا، كما أتوقع أن تتاح الفرصة للاعبين آخرين لم يشركهم حليلوزيتش لحد الآن وأقصد بالتحديد غلام الوجه الجديد". كما برر لنا هذا المناصر كذلك مشاهدته للخضر بغياب الضغط الذي تابع به لقاءي تونس والطوغو: “على الأقل ستكون لي فرصة لمتابعة مقابلة دون ضغط خلافا للمواجهتين السابقتين، حيث عشت أوقاتا عصيبة جدا، وانفعلت مع كل اللقطات والفرص السهلة التي ضيعها لاعبونا". وعندما تطرقنا مع هذا المواطن إلى لقاء الكلاسيكو وفيما إذا كان سيتابعه، لم يتردد في الكشف لنا عن تعلقه بفريق برشلونة الذي يعشق لعبه الفريد من نوعه: “قد لا يصدقني أحد إن قلت أنني أتابع منذ سنوات لقاءات برشلونة، ولو تزامن هذا الكلاسيكو مع لقاء الجزائر ضد كوت ديفوار، لفضّلت نكهة الكرة الإسبانية لما تقدمه من سحر ومتعة لجماهير المعمورة كلها". تونس تحظى بمؤازرة كبيرة ونحن نتحدث إلى مناصري المنتخب الوطني، فوجئنا بالاهتمام الكبير الذي يوليه بعضهم للقاء الفاصل الذي يجريه اليوم الأشقاء التونسيون في نفس توقيت مواجهة الجزائر وكوت ديفوار، وقد اعتبر أحدهم الأمر طبيعيا: “من بين الخصوصيات التي تنفرد بها لعبة كرة القدم هو التنافس على كسب نقاط المقابلات وتحقيق الفوز وإحراز الألقاب والكؤوس، وإذا غابت هذه الأهداف فقدت اللعبة نكهتها، وهو ما ينطبق على المواجهتين، إذ في الوقت الذي سيلتقي في الأول كل من الجزائر وكوت ديفوار بتقديم العروض الخالية من أي ضغط أو هدف، تنفرد مباراة تونس والطوغو بأهميتها حيث ستسمح لأحدهما بالصعود إلى الدور ربع النهائي وهو سبب كاف يدفعني إلى متابعتها بشغف كبير، وسأكون أول مناصر للمنتخب التونسي رغم تواضع مردوده لحد الآن، غير أن الفوز الذي حققه على حساب منتخبنا سيدفعه إلى اللعب بإرادة كبيرة لكسب المعركة ومرافقة الكبار إلى الدور القادم". هكذا عبر لنا بعض الذين التقيناهم، حتى وإن كانت انطباعاتهم لا يمكن تعميمها على كافة الجمهور الكروي الجزائري، إلا أنها أعطت لنا في الأخير موقع لقاء الجزائر وكوت ديفوار من جهة، ولقاء الكلاسيكو من جهة أخرى، والثابت أن المنطق والتوقيت يسمحان لجميع هؤلاء بمتابعة اللقاءين طالما وأنهما لا يلعبان في وقت واحد.