تفيد آخر المعلومات عن دورة اللجنة المركزية أن عضو اللجنة المركزية عبد العزيز بلخادم بادر، أمس، بلقاء أنصاره بفندق الرياض لفرض مكتب جديد يشرف على إكمال أشغال الدورة مكون من ممثلين عن طرفي النزاع والدفع بتلقي الترشيحات في محاولة مجموعة بلخادم تقديم مرشح واحد على أن يتصارع المعارضون على عدد من المترشحين مما يعرضهم لتشتيت أصواتهم بينما تفوز كتلة بلخادم الموحدة التي تعتزم تقديم مرشح واحد. لم تتوقف اتصالات عدد من الشخصيات السياسية والحزبية بعدد من الإعلاميين وأعضاء اللجنة المركزية قبيل ظهور نتائج دورة اللجنة المركزية لمعرفة ما آلت إليه نتائجها، وهو دليل على أن جبهة التحرير الوطني عبارة عن بارومتر سياسي بالنسبة لكثير من مؤسسات الدولة وأحزاب البلاد. وشبّه قيادي في حزب إسلامي ما دار في دورة اللجنة المركزية بالمواجهة التي جمعت المركزيين والمصاليين أثناء الحراك الذي عرفته الحركة الوطنية قبل الثورة، “لتؤول الغلبة للمنظمة السرية التي هيأت لتفجير الثورة إلا أن المنظمة السرية في حالة الجبهة اليوم تبدو غير معروفة". ويقول مصدر متتبع لشأن الأفلان كذلك أن من أبرز نتائج الدورة هو أن “لا بلخادم ظهر أنه يكسب الأغلبية ولا المعارضون يكسبونها أيضا بسبب الفارق الضئيل جدا بينهما في الأصوات". وعلى ضوء هذا المعطى يقول محمد بورزام، عضو اللجنة المركزية في جبهة التحرير الوطني إن الرأي الذي غلب على الدورة هو تشكيل مكتب ينهي أشغالها، “أما الاختلاف يقع في الشكل الإجرائي فقط، فنحن اقترحنا مكتبا يقوم بتسيير الدورة مناصفة وبلخادم الذي اجتمع بأنصاره يقترح مكتبا يتلقى الترشيحات فقط مكون من ثمانية أعضاء، أربعة أعضاء عن كل طرف وهو ما قبلناه بلا تردد". وقع هذا في صبيحة أمس قبل أن يغادر بلخادم الرياض لأداء صلاة الجمعة. ويقول محمد بورزام أن اللجنة اليوم أصبحت تدرك كل الرهانات ولم يعد خافيا على أحد أية مناورات، وقد يصب هذا التصريح في المعلومة التي تفيد بأن بلخادم حاول، أمس، الدفع بالدورة إلى إنهاء مسألة خليفته خلال الدورة ذاتها محاولا قطع الطريق أمام الداعين لإبقائها مفتوحة لتقديم الترشيحات على أن يكون لهذه الفترة امتدادا زمنيا يكون في حدود الأسبوع أو الأسبوعين. وتفيد المعلومات أيضا أن بلخادم يريد تسريع عملية خلافته انتهازا لفرصة عدم تنظيم المعارضة لصفوفها، حيث يراهن بلخادم على أنها ستتصارع فيما بينها لتقدم مرشحين أو ثلاثة مما سيشتت أصواتها، بينما تجتمع كتلة بلخادم المكونة من 156 صوت وراء مرشح واحد يكون بلخادم من عرّابيه. هذا الهجوم المعاكس الذي يقوده بلخادم يدفع أطياف المعارضة إلى التنازل عن كثير من مطالب بعضها البعض “لإفشال عودة من نوع جديد لبلخادم". وأمام هذا الوضع يجري تضارب كبير حول الأسماء التي يمكن أن تكون خليفة لعضو اللجنة المركزية عبد العزيز بلخادم، منها رئيس الثلث الرئاسي بمجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة، ومنسق حركة التقويم والتأصيل عبد الكريم عبادة، ومنسقها السابق صالح قوجيل، وبعض الوزراء مثل الطيب لوح وعمار تو، وبين كل ذلك ترتفع أصوات تطالب بتدخل رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة لإضفاء توازنات بين كل هذا اللغط والجدل.