أبرزت دراسة حديثة قامت بها الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء ضحية العنف، تنامي الظاهرة، حيث أشارت إلى أن 57 بالمائة من الرجال يمارسون العنف بمختلف أنواعه ضد زوجاتهم، منه العنف الجسدي والنفسي· كما أبرزت الدراسة نفسها ظهور نوع جديد من العنف، وهو العنف الاقتصادي، الاجتماعي وخاصة الجنسي· كشفت زكية آيت زاي رئيسة الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء ضحية العنف، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أمس بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة، والتي تهدف إلى تقديم النتائج الأولية للدراسة التي قامت بها ''سيداف'' على عينة من 150 امرأة حول العنف ضد النساء في شهر جوان الفارط ''أن 68 بالمائة من النساء الضحايا تتراوح أعمارهن ما بين 25 إلى 44 سنة ذوات مستوى تعليمي جامعي وثانوي، حيث أن 29 بالمائة منهن متحصلات على مستوى ثانوي و21 بالمائة مستوى جامعي يتعرضن للعنف بشتى أنواعه الجسدي والجنسي والاجتماعي والاقتصادي، كما أضافت المتحدثة ذاتها ''أن 91 بالمائة من الرجال هم السبب المباشر في ارتكاب العنف ضد المرأة بكل أشكاله، وأن 57 بالمائة من النساء يتعرضن للعنف من طرف أزواجهن''· كما أكدت زكية آيت زاي خلال مداخلتها أن نتائج الدراسة مكنت من تحديد مواصفات النساء اللائي يتعرضن للعنف تتمثل في المرأة الماكثة بالبيت، بحيث أشارت المتحدثة في السياق نفسه إلى أن 77 بالمائة من النساء يتعرضن للعنف ماكثات في البيت لهن مستوى ثانوي متزوجات ولهن أطفال، كما أن معظمهن يعشن في المدن الكبرى ويقطن الشقق. أما فيما يخص مواصفات الرجال المتسببين في العنف ضد النساء، فكشفت رئيسة الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع، أن معظم الرجال المتسببين في العنف متزوجون وذوو مستوى معيشي متوسط. كما أكدت زكية آيت زاي أنه تم تسجيل 69 حالة عنف جنسي ضد النساء منها 6 حالات فيما يخص الاغتصاب و7 حالات عنف جنسي على الأصول من بينها تسجيل حالتي اعتداء الآباء على أطفالهم جنسيا· وفيما يتعلق بالعنف الجسدي، فلقد تبين من خلال الدراسة نفسها أن 56 بالمائة من النساء تعرضن لهذا النوع من العنف، بحيث تم تسجيل 13 حالة خلال هذه السنة، بالإضافة إلى كون 47 زوجا تسبب في العنف الجسدي ضد زوجته، و52 بالمائة تم تسجيلها فيما يخص العنف النفسي المتمثل في السب والشتم· وإضافة إلى هذه الأنواع من العنف التي ذكرناها سابقا، أكدت المتحدثة ذاتها أن الدراسة أظهرت نوعا جديدا من العنف، وهو العنف الاقتصادي والاجتماعي من بينها الاستحواذ على أملاك الضحية، الطرد من منزلها والاستحواذ على مالها بحيث تم تسجيل 44 حالة وأن 79 بالمائة من الرجال المتسببين في العنف من هذا النوع ضد النساء هم أزواجهم. وفيما يخص العنف القضائي، فقد تم تسجيل 26 حالة منها 13 حالة تتعلق بتنفيذ قرارات الأحكام النهائية في قضايا الطلاق و5 حالات لتعدد الزوجات وتسجيل 5 حالات أخرى مرتبطة بالطلاق التعسفي، بحيث أشارت زكية أن كل أنواع العنف منتشرة في المدن الكبرى من خلال ما سجلته خلايا الاستماع، وذلك بنسبة 54 بالمائة من بينها الجزائر بنسبة 28 بالمائة، تيزي وزو 31 بالمائة وقسنطينة بنسبة 20 بالمائة. ولقد سجلت الدراسة نفسها أن العنف له آثار سلبية على الضحية قد تؤدي إلى الانتحار، فلقد تم تسجيل حالتين اختارت الضحيتين وضع حد لحياتهما·