جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أول أمس الجمعة، نداءها للمجتمع الدولي من أجل الامتناع عن دفع الفدية للمجموعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح رهائن، مؤكدة في نفس الوقت أهمية وضع حد “لهذه التقنية المتميزة" التي تعتبر مصدرا لتمويل الإرهاب. وجاء هذا النداء من طرف الناطقة الرسمية لكتابة الدولة فيكتوريا نولاند، خلال ندوة صحفية يومية، سئلت خلالها بشأن التصريحات التي أدلت بها السفيرة الأمريكية السابقة في مالي فيكي هودلستون لقناة تلفزيونية فرنسية، والتي مفادها أن فرنسا دفعت ملايين الدولارات من أجل الحصول على إطلاق سراح رهائنها في منطقة الساحل. وترى نولاند أن “قلق السفيرة هودلستون يعكس انشغالا متقاسما بخصوص تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومجموعات أخرى تستعمل الرهائن كمصدر رئيسي للتمويل". وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة “ستستمر في تشجيع كل شركائها وحلفائها من المجتمع الدولي على رفض التعاون مع محتجزي الرهائن وتبني سياسة صفر تسامح في إطار هذا الجهد وإلا- حذرت الناطقة الرسمية لكتابة الدولة تقول بوضوح- “فنحن بذلك نمول خزائن الإرهابيين". كما أوضحت نولاند أن هذه المسألة تشكل موضع “مناقشات متواصلة مع حلفاء وشركاء الولاياتالمتحدة بشأن أهمية القضاء على هذه التقنية المتميزة التي تعتبر مصدرا لتمويل الإرهاب". وفي ردها على سؤال حول صحة تصريحات هودلستون بخصوص دفع فرنسا الفدية للمجموعات الإرهابية، أكدت نولاند أنها ترفض ذكر بلد ما ولكن أوضحت ضمنيا تقول: “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يواصل محاولاته لانتزاع الفدية ونعتقد أنه نجح في كثير من الأحيان في الحصول عليها". للتذكير، فإن الولاياتالمتحدة التي انضمت إلى موقف الجزائر الرافض تماما لدفع الفدية، أعربت مرارا عن معارضتها لدفع الفدية مقابل إطلاق سراح رهائن من طرف مجموعات إرهابية. وعلاوة على المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب دانييل بن يمين، دعا نائب كاتب الدولة الأمريكي للخزينة المكلف بمكافحة الإرهاب والاستعلام المالي ديفيد كوهان إلى الضرورة الملحة لكسر “الحلقة المفرغة" لعمليات الاختطاف مقابل فدية، معتبرا هذه الممارسة “أكبر خطر" في مجال تمويل الإرهاب. وكانت السفيرة الفرنسية السابقة في مالي “فيكي هدلستون" قد أكدت في حوار مع قناة “أي تيلي" الفرنسية أن الدول الأوروبية دفعت 89 مليون دولار، ما بين سنتي 2004 و2011، مشيرة إلى كون فرنسا دفعت 17 مليون دولار كفدية للإفراج عن أربعة رعايا اختطفوا في النيجر عام 2010، لكن ذلك لم يؤدِ، وفقها، للإفراج عن كل الرهائن المختطفين.