إذا كان تعدد الزوجات هي مسألة مرفوضة في الجزائر، حتى وإن كان الدين الإسلامي يسمح بها، فإنه ليس من النادر سماع عدة أصوات مقاومة للخيانة الزوجية، تنادي بإلغاء الشروط “المشددة" التي يضعها قانون الأسرة في هذا الإطار. «إن تعدد الزوجات سيعمل على الحد من حالات الخيانة الزوجية فضلا عن كونه سيعكس المنحى المتصاعد لعدد النساء العانسات في الجزائر"... هذا ما أكده لنا مختصون هم الآن بصدد البحث عن إطار للنقاش حول الموضوع. وحسب أرقام غير رسمية، فإن عدد هؤلاء النساء العانسات يصل حاليا إلى 11 مليون امرأة وذلك في الوقت الذي يزداد فيه، وعلى نحو خطير، عدد حالات الطلاق. وحسب هؤلاء المختصين، فإن “المنع المقنع لتعدد الزوجات يدفع الكثير من الرجال إلى ارتكاب الخيانة الزوجية وذلك عادة مع نساء عازبات". والأخطر من ذلك على المجتمع، يوجد اللجوء إلى زيجات أو علاقات سرية وفق هؤلاء المختصين دائما الذين ينظرون إلى هذه السلوكات “التي تم تشجيعها بسبب القيود الموجودة على تعدد الزوجات"، على أنها تعكس ظهور عشرات، حتى لا نقول عدة مئات، من الأطفال “غير الشرعيين" في المجتمع الجزائري. ويقول ذات المختص في علم الاجتماع أن “الشروط ذات الطابع الإداري المفروضة على الرجال قبل إتمام زواج مع زوجة ثانية، تدفعهم إلى الحصول عليها ضمن السرية، وذلك من خلال القيام بالأمر على نحو عرفي، حيث يبدو لهم ذلك الطريقة الوحيدة للالتفاف على القانون الإداري"، حيث أبدى هذا المختص أسفه إزاء هذه الوضعية التي ترمي - وفقه- إلى الشارع أطفالا ولدوا من هذا النوع من الزيجات وذلك على اعتبار أن “القانون لا يعترف بهم" كما قال.