خلال الملتقى الأدبي للكتاب الأورو- جزائريين، الذي نظمت طبعته الخامسة، الأسبوع الماضي، بفندق الجزائر، لمناقشة موضوع “الأدب والهروب"، اجتمعت “الجزائر نيوز" ببعض الكتاب، وعادت بهذه الانطباعات حول الملتقى وموضوعه.. الكاتب لحبيب أيوب (الجزائر): «الأدب الحقيقي هو الذي يثور على الواقع» «في محاضرتي تحدثت عن المؤلفين الخالدين وتأثيرهم على الأدب الفرنسي. الأدب الحقيقي هو الذي يثور على الواقع ويخرج عن الحدود المرسومة بطريقة منمقة، هذا الرفض والجنون هو من يصنع الأديب الحقيقي، هذا الاختلاف هو ما يميز أديب عن غيره. هذا، وعليه -الأديب- التنويع في الأجناس الأدبية، لذلك يجب أن يبقى مطلعا على كل الأنواع الأدبية". الكاتب حميد قرين (الجزائر): «بفضل الكتابة يمكننا أن نعيش حيوات أخرى» «لاحظت وجود ثراء فكري في هذه الطبعة، مقارنة بالطبعات السابقة، لا أدري إن كان السبب راجعا إلى المشتركين في هذه الطبعة، أعتقد أنهم قدّموا نصوصا أفضل وكانت أفكارهم واضحة، هناك بعض المؤلفين في هذه الطبعة لديهم مستوى عالمي، وهذا أمر جيد يفتح المجال أمام التعرف عليهم والاقتراب بشكل أكبر من طروحاتهم.. من المؤسف أن الاتحاد الأوروبي هو الوحيد الذي ينظم مثل هذه الملتقيات الأدبية، لم لا تقوم السلطات الجزائرية بتنظيم ملتقيات كهذه بين الأدباء الجزائريين؟ أما فيما يخص محاضرتي، فقد حاولت التحدث عن تجربتي الأدبية، وبينت أنه بفضل الكتابة يمكننا أن نعيش حيوات أخرى، الكتابة هي فرصة تعطى للكاتب لينتهزها بمواهبه، كل كاتب يكتب ليعيش في ذاكرة قرائه حتى وإن لم يكن يقصد ذلك". الكاتبة مايسة باي (الجزائر): «القدرة على التعبير هي القدرة على ممارسة الحرية الشخصية» «بعض المؤلفين نجحوا في الحديث عن الأدب وعن تجاربهم، وما تعنيه لهم الكتابة وكيف يستعملونها كوسيلة للهروب من الواقع. كل المحاضرات كانت مثيرة والحضور استمتع بالنقاشات، وموضوع “الأدب والهروب" موضوع مهم ويتضمن نقاطا عديدة لمناقشتها. خلال محاضرتي تحدثت عن الأدب الذي يثير خوف المتلقي لأن الكلمات عبارة عن أسلحة أكثر خطورة من (السلاح المادي) نفسه، لأصل إلى فكرة مفادها أن القدرة على التعبير هي القدرة على ممارسة الحرية الشخصية. المحاضرات حملت أفكارا غنية ومختلفة، كلها تصب في كون الأدب وسيلة هروب من الواقع لكن وجهات النظر بين الأدباء اختلفت حسب المجتمع المحيط بهم والثقافات التي ينتمون إليها، جنسهم وأعمارهم، وهذه تفاصيل رسمت حدودها بينهم، لكن يمكن القول إنهم كانوا على نفس المجرى". الكاتبة بيترا هولوفا (تشيكسلوفاكيا): «الكتاب فقد جودته وأهميته أمام تصاعد موجة الديجيتال» «الملتقى كان مهما ومثيرا، موضوعي عموما يدور حول الأدب والعولمة، وكيف أن الكتاب فقد جودته وأهميته أمام تصاعد موجة الديجيتال والأنترنيت، أما ما أثار انتباهي هو عقد هذا الملتقى الثقافي في فندق، أعتقد أنه كان من الأفضل لو جعلوه في مركز ثقافي أو مسرح أو أي مكان له صلة بالثقافة الجزائرية، الوجود بفندق يجعلك تشعر بالمجال الثقافي المغلق، الملتقى لا يخص الأدباء فقط بل القراء أيضا".. بما أنها زيارتي الأولى للجزائر، تفاجأت لتنوعها الثقافي، زملائي حدثوني عن تاريخ وثقافة الجزائر وأنا متحمسة لقراءة كتب المؤلفين الجزائريين التي اشتريتها للتعرف أكثر على هذا الأدب الغني. الكاتبة روث بلاير (النمسا): «اللغة العربية مرتبطة بالأدب لأنها عميقة» «المحاضرات كانت غنية، هناك العديد من المؤلفين الذين لم أكن أعرفهم من قبل، لم أنتظر أن تكون بهذه الأهمية، درست اللغة العربية وآدابها في الجامعة، لذا كمطلعة على الأدبين الأوروبي والعربي أفادتني هذه المحاضرات في تقسيم نقاط التشابه والاختلاف بين الأدبين، بدءا بالاختلافات، أعتقد أن اللغة العربية لغة غنية ومرتبطة بالأدب لأنها عميقة، عكس اللغات الأوروبية التي غالبا ما تكون محددة وتفتقد اللمسة الشعرية، أما بالنسبة للتشابهات فكل اللغات تقيم الأدب وتعتبره جزءا لا يتجزء منها". الكاتبة كوثر أديمي (الجزائر): «أهم ما في هذه اللقاءات الأشخاص الذين نلتقيهم» «سعيدة بوجودي بالجزائر والعودة مجددا إليها، المحاضرات كانت مثيرة ومهمة بالنسبة لي، إذ تعرفت على العديد من المؤلفين والشعراء الذين كنت أجهل وجودهم من قبل، وبعد سماع أحاديثهم أتوق لشراء كتبهم والاطلاع على ما في جعبتهم للتعلم من تجاربهم، فأهم ما في هذه اللقاءات الأشخاص الذين نلتقيهم والقراءات التي نسمعها".