منعت مصالح أمن تيزي وزو، أمس، أنصار حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، من تنظيم تجمهر بساحة مقر البلدية القديم المتواجدة في قلب عاصمة جرجرة. واعتقلت 16 شخصا من بينهم رئيس حركة “الماك"، بوعزيز آيت شبيب و3 نساء. وجاءت هذه العملية بعد محاولة أنصار حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل تنظيم تظاهرة سياسية بالتجمهر والاعتصام وسط المدينة، بمناسبة مرور 33 سنة على منع قوات الأمن الكاتب الراحل مولود معمري من إلقاء محاضرة بجامعة تيزي وزو يوم 10 مارس 1980، والتي كانت الشرارة التي فجرت أحداث الربيع الأمازيغي، وكذا للتنديد بالمضايقات التي يتعرض لها مناضلو “الماك" والمطالبة بضرورة حماية الحريات العامة. وقامت قوات الأمن المتكونة من عناصر مكافحة الشغب باحتلال الميدان في أوقات مبكرة من صبيحة أمس، ورغم فشل حركة “الماك" في تجنيد مناضليها، حيث لم يتجاوز عددهم 50 متظاهرا، إلا أنه كادت الأمور تؤول إلى ما لا يحمد عقباه، بعدما تدخلت قوات الأمن في حدود التاسعة والنصف وطردت المتظاهرين باستخدام القوة ووقع اصطدام واشتباك بين الطرفين. واعتقلت مصالح الأمن في أول تدخل 11 شخصا، من بينهم رئيس حركة “الماك" بوعزيز آيت شبيب، ونائبة رئيس المؤتمر العالمي الأمازيغي السيدة كاميرا نآث علي، والمعتقل السياسي السابق أحسن شريف، والعديد من المناضلين على غرار “ع. حسيبة" و"جعفر. ك" و"أحسن. ق" و"بوسعد. ب" و"عبد الله. ش" و"سفيان. ب" و"رمضان. ب"، إضافة إلى اعتقال شاب غير منتمي لحركة “المالك". واعتقلت مصالح الأمن كذلك الصحفي سعيد ثيسڤوين، الذي يتعامل مع مواقع جرائد إلكترونية تابعة لحركة فرحات مهني، على غرار موقعي “ثامورث" “سيوال". ورغم ذلك واصل المتظاهرون الصمود أمام قوات الأمن، حيث ابتعدوا عن ساحة مقر البلدية القديمة وتوجهوا إلى مفترق الطريق بمحاذاة مقر اتصالات الجزائر، والتحق بهم العديد من المواطنين الفضوليين، ما أدى إلى اتساع التجمهر وشل حركة المرور. ووجد أنصار “الماك" ذلك فرصة لإلقاء خطابات سياسية وشعارات معادية للنظام. وفي حدود الحادية عشر تدخلت قوات الأمن من جديد وقامت بتفريق المتظاهرين، وتم اعتقال 5 أشخاص ينتمون كلهم إلى الحركة واصطحابهم إلى مقر الأمن الولائي. وفي هذا الصدد أكد مصدر أمني أن كل الموقوفين خضعوا للإجراءات الأمنية وتم التحقيق معهم وتدوين محاضر استماع، وكشف أن الموقوفين رفضوا الإمضاء على المحاضر، ما أجل عملية إطلاق سراحهم، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لايزال هؤلاء في مركز الأمن. وأشارت مصادرنا إلى أن رئيس حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، بوعزيز آيت شبيب، والعديد من الموقوفين، قدموا لمصالح الأمن بطاقات هوية حركة “المالك" التي رفضتها مصالح الأمن. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لايزال الموقوفون معتقلين ولم يتم الإفراج عنهم. وأكد مصدر أمني أن هؤلاء سيتم إطلاق سراحهم بعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية اللازمة. ومن جهة مقابلة، علمنا من مصادر داخل حركة “الماك" أنه تم، ظهر أمس، تنصيب خلية أزمة من طرف أنصار فرحات مهني بتيزي وزو لمتابعة القضية.