منعت قوات الأمن، أول أمس، تنظيم مسيرة سلمية بمدينة تيزي وزو دعت إليها حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل ''الماك'' تزامنا مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية يناير، بحجة أن المسيرة لم ترخص لها السلطات الولائية· ويعد قرار السلطات الولائية منع مناضلي ''المالك'' التي يقودها فرحات مهني، الأول من نوعه، منذ ميلا د هذه الحركة التي سبق لها وأن نظمت عدة مسيرات بمدينة تيزي وزو، دون ترخيص، خصوصا في التواريخ المتزامنة مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية أو مع احتفالات الربيع الأمازيغي والربيع الأسود· وقد شهدت معظم الأحياء والشوارع الرئيسية لمدينة تيزي وزو، منذ الساعات الأولى من صبيحة الخميس المنصرم، طوقا أمنيا مكثفا لم يسبق وأن عرفته المدينة من قبل، لاسيما بالقرب من جامعة مولود معمري التي كانت نقطة انطلاق المسيرة، حيث عرف المكان، في الساعات المبكرة تجمع عدد ضئيل من مناضلي الحركة، لم يتجاوز عددهم 200 متظاهر رفعوا عدة شعارات مناهضة لنظام الحكم الجزائري، فضلا عن تلك الداعية إلى انفصال منطقة القبائل· وتحولت المسيرة التي كان مقررا أن تكون بدايتها في الساعة 11 انطلاقا من جامعة حسناوة وصولا إلى مقر البلدية القديم، في حدود منتصف النهار، إلى تجمع وسط الطريق الرئيسي المحاذي للجامعة، بعد القرار الذي اتخذه بعض قياديي الحركة الذين اعتبروا قرار منع قوات الأمن لمسيرتهم ما هو إلا ''دليل قاطع على رغبة النظام في تغيير مسار المسيرة من سلمي إلى عنيف، واتخاذ منطقة القبائل -كما جرت العادة- وقودا ونقطة بداية لأعمال الشغب في البلاد وعلينا تفادي ذلك''· وكادت الأمور تخرج عن نطاقها بعد أن حاول بعض المتظاهرين الذين أصروا على تجسيد مسيرتهم اقتحام الحزام المكثف لعناصر قوات الأمن باستعمال القوة، إلا أن قلة عددهم أرغمتهم على التراجع عن قرارهم، ليفترق بعدها المتظاهرون، في حدود الساعة الواحدة والنصف، دون تسجيل أية أعمال شغب أو ما شابه ذلك، داعين إلى تجديد مسيرتهم يوم 20 أفريل المقبل·