أعلنتم اليوم /أمس / عن مبادرة تضامنية مع الشعب الصحراوي، فيما تتمثل؟ المبادرة تتمثل في قافلة لتقديم المساعدة للاجئين الصحراويين هذا تجاوبا مع نداء الهلال الأحمر الصحراوي، وهو نداء الشعب الصحراوي الذي يحذر من الوضعية الصعبة للاجئين الناجمة عن نقص المساعدات الدولية والمواد الغذائية. وارتأينا ضرورة تنظيم قافلة شعبية لجمع المساعدات للشعب الصحراوي عبر ولايات الوطن، تنطلق اليوم، على أن تصل إلى مخيمات اللاجئين في الفترة بين 10 إلى 20 من شهر ماي المقبل، واخترنا هذا الموعد لأنه يتزامن مع الذكرى 40 لتأسيس جبهة البوليزاريو، واعتراف الأممالمتحدة بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي . المبادرة تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي لهذا الشعب. ما هي؟ القافلة تحمل رسالة سياسية عميقة إلى العالم والرأي العام الدولي مفادها أن كفاح الشعب الصحراوي ليس من أجل الخبز بل كفاح نبيل من أجل نيل الحرية، واخترنا كما قلنا هذه التاريخ، أي 20 ماي، وهو الذكرى ال 40 لاندلاع الكفاح المسلح للشعب الصحراوي من جهة، وهي فرصة من جهة لإعلان الجزائر تمسكها بمبادئ التحرر والشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في إطار لوائح الأممالمتحدة. ولذلك فإن اللقاء رسالة قوية موجهة إلى هذه الأخيرة، أي الأممالمتحدة، لتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الصحراوي في ظل تعنت السلطات المغربية التي لاتزال، للأسف، تواصل الاحتلال وممارسة أساليب القمع في حق الصحراويين ونهب ثرواتهم بدعم من بعض الدول كفرنسا. هناك تقارير فرنسية تتحدث عن وضعية مزرية للاجئين الصحراويين في الجزائر. ماهو تعليقكم؟ وضعية اللاجئين الصحراويين في المخيمات الجزائرية هي الأفضل في العالم، وهذا بشهادة الأجانب وليس بشهادة الجزائريين فقط، بدليل حضور اليوم ممثلين عن المحافظة السامية للاجئين للأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر الدولي، وبرنامج التغذية العالمية، ومنظمة اليونيسيف للأمم المتحدة.. وهي هيئات معترف بها أثنت على المجهودات المقدمة من الجزائر للاجئين الصحراويين. وكل تقارير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية واللجان المختصة باللاجئين عبر العالم تؤكد أن المخيمات الأفضل في العالم هي المخيمات الجزائرية للاجئين الصحراويين. لكن معاناة وصبر الصحراويين قد طالت لأنهم يعيشون حالات التشرد منذ40 سنة في المخيمات، فما على الأممالمتحدة إلا أن تأخذ مسؤولياتها تجاه من يتسبب في غلق الأبواب على الملاحظين الدوليين، ومن يتسبب في جرائم في صمت في حق الصحراويين. لماذا كل هذا التحامل الفرنسي على الجزائر في رأيكم؟ فرنسا الرسمية بحكوماتها المتتالية وبكل ألوانها السياسية مازالت، للأسف، لم تتخلص من أفكارها الاستعمارية، مازالت تدعم تعنت المغرب في استمراره في عدم الاعتراف الشرعية الأممية، وهي نفسها من تصادق على لوائح الأممالمتحدة في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره باستفتاء شعبي. إلا أن فرنسا التي تدعي حرصها على احترام حقوق الإنسان عارضت، بل وقفت ضد مجلس الأمن الدولي من تمكينه من خلق ميكانيزمات وآلية مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية. وعلى فرنسا إن أرادت أن تظهر للعالم أن لا رغبة لها في العودة إلى الاستعمار في إفريقيا، أن تتخلى عن موقفها تجاه القضية.