دعا محمد عبد العزيز الرئيس الصحراوي الدول الصديقة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين، مؤكدا بأن المبعوث الأممي بيتر فان فالسوم لم يعد الوسيط المحايد وأن جبهة البوليزاريو أوقفت معه العمل نهائيا، حيث ندد بالموقف الفرنسي المدعم للطرح المغربي الاستعماري وإهمالها لبند احترام حقوق الإنسان في تقرير مجلس الأمن 1813، مشيرا إلى معاناة الصحراويين في المخيمات وخروقات حقوق الإنسان داخل الأراضي المحتلة. محمد سعيدي/ مخيمات اللاجئين الصحراويين أكد محمد عبد العزيز الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أمس، على هامش التوقيع على اتفاقية التعاون بين بلدية الجزائر الوسطى وولاية العيون بمخيمات اللاجئين الصحراويين، أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير جدد دعوته إلى الدخول في مفاوضات جادة ومعمقة بين جبهة اليوليزاريو والمملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، واعتبرها جوهر القرار التفاوض بين الطرفين لإيجاد حل سلمي للقضية، مشيرا إلى أن جبهة البوليزاريو متشبثة بهذا القرار ومستعدة لتطبيقه والدخول في مفاوضات حقيقية. وأضاف عبد العزيز أنه برز على هامش أشغال مجلس الأمن شهر أفريل الفارط رؤية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بيتر فان فالسوم المنحازة للمملكة المغربية التي لا تنسجم مع طبيعة مشكل الصحراء الغربية باعتباره مشكل تصفية استعمار يحل عن طريق احترام مبدأ حق تقرير المصير، كما اعتبر رؤية فالسوم تتناقض مع مقتضيات قرارات الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية، مؤكدا بأن فالسوم لم يعد الوسيط المحايد "وبالتالي أوقفنا نهائيا التعامل مع فالسوم"، مجددا تشبث الصحراويين بحقهم الشرعي في تقرير المصير والاستقلال، وأن وقف إطلاق النار هو جزء من خطة شاملة للأمم المتحدة "هدفنا النهائي هو تنظيم استفتاء ديمقراطي لتقرير المصير". وفيما يتعلق بالتعنت المغربي ودعوة بعض الأطراف بالعودة إلى العمل بالكفاح المسلح، أوضح الرئيس الصحراوي أن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى مفاوضات جادة بين طرفي النزاع من أجل الوصول إلى حل يمضن حق تقرير المصير، مجددا دعوة البوليزاريو إلى ضرورة الضغط على المملكة المغربية لكي تنصاع إلى الدخول في مفاوضات جادة، وحماية الحريات وحقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من الأراضي الصحراوية، كما أكد أن ممارسة الحكومة المغربية لساسيتها دون عقاب إلى ما لا نهاية ستزول في الآجال القريبة بعد تنظيم استفتاء تقرير المصير. أما بخصوص وضعية حقوق الإنسان وانخفاض المساعدات الإنسانية، أكد الرئيس أن هناك نقص كبير في الأغذية والأدوية، حيث دعا المنظمات الدولية إلى تقديم مساعداتها للاجئين الصحراويين إلى غاية إيجاد حل للقضية، كاشفا عن وجود اتصالات مع دول صديقة لتقديم المساعدات اللازمة من بينها الجزائر من أجل تخفيف من حجم معاناة اللاجئين. وفي رده عن سؤال يتعلق بالاحتفالات المخلدة للذكرى 35 لإعلان الكفاح المسلح في الأراضي المحتلة ومدى حماية الصحراويين الذين سيحيون هذه الذكرى من القمع المغربي، طالب عبد العزيز الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها وحماية الحريات في هذه المناطق، مؤكدا بأن الجماهير الصحراوية ستواصل انتفاضة الاستقلال وهي بصدد إحياء الذكرى، منددا من جهته بالوقف الفرنسي وما قامت به فرنسا في مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير، معتبرا هذا الموقف بالمدعم والمساند للطرح الاستعماري المغربي ولا يمكن تبريره، خاصة وأن فرنسا لم تشر إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في قرار مجلس الأمن 1813، كما وصفه بالموقف المنحاز لانتهاكات حقوق الإنسان ومقتضيات الشرعية الدولية، مطالبا من المجتمع الفرنسي التراجع عن موقفه. وبخصوص الاتفاق الذي تم في الجولات الأربع المتعلقة بتبادل الزيارات برا، أكد الرئيس بأنها لم تدخل بعد حيز التنفيذ، حيث استبعد أيضا أن تشرع القناة الفضائية الصحراوية في البث يوم 20 ماي الجاري، مذكرا بأن المغرب لا يزال ينتهج سياسة الإبادة، القمع، العزلة عن العالم والتجويع والمحاكمات الصورية في حق الشعب الصحراوي، داعيا المجتمع الدولي إلى التفطن للممارسات المغربية التي يتكتم عليها.