أجلت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين اجتماعها المقرر اليوم إلى غد الأحد، لتقييم مسيرتها لأول أمس، وانتظار ما ستسفر عنه زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية بشار اليوم، وهي الزيارة التي وصفتها اللجنة ب"الاستفزازية وتعكس سياسة الهروب إلى الأمام المنتهجة من قبل السلطة في مواجهة مطالب البطالين في الجنوب". وأكد المنسق الوطني للجنة، الطاهر بلعباس، في اتصال هاتفي مع “الجزائرنيوز" أمس، أنه “تقرر عقد اجتماع أعضاء اللجنة غدا الذي سيتوج بإصدار بيان حول زيارة الوزير الأول إلى بشار، وما قد يصطحبها من زيارات مماثلة إلى ولايات أخرى من الجنوب، ولو أن عبد المالك سلال بزيارته هذه - أشار المنسق - أظهر عدم وجود نية حسنة لدى السلطات للتكفل بانشغالات بطالي الجنوب، حيث كان يجب تخصيص زيارته هذه إلى ولاية ورڤلة باعتبارها العاصمة السياسية لمنطقة الجنوب والعاصمة الاقتصادية للجزائر ككل". وأضاف المنسق الوطني أنه “يفترض بالوزير الأول أن يخصص زيارته هذه إلى ولاية ورڤلة باعتبارها الولاية التي تقع بإقليمها عمليات التنسيق بين شباب البطال المحتج بالجنوب، إلا إذا كانت الزيارة تدخل في إطار زيارات العمل والتفقد فقط ولا علاقة لها بما يجري في الجنوب من غضب". وندد ممثل الشباب البطال في الجنوب بما أسماه ب"السياسة العرجاء للسلطة التي تفضل في كل مرة مواجهة مطالب مواطنيها الشرعية بالمراوغة، وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام التي تعكس عدم وجود أي إرادة لديها للتكفل بانشغالات ومشاكل مواطنيها". ووجه المتحدث انتقادات لاذعة للوزير الأول عبد المالك سلال “الذي قرر عشية انطلاق مسيرة ال14 مارس للشباب البطال في الجنوب، زيارة ولاية بشار الواقعة أقصى الجهة الغربية من صحرائنا يومين فقط بعد تنظيم ذات المسيرة"، أنه “ليس رجل حوار بدليل أنه لم يفتح أي باب لذلك مع أعضاء اللجنة رغم نجاح المظاهرة، ورفض حتى التنقل إلى الولاية للتقرب من شبابها الغاضب". وفي تقييمه للمسيرة التي وصفها الطاهر بلعباس بالناجحة مائة بالمائة، قال إن التحقيقات الأولية التي أجراها أعضاء اللجنة أمس، خلصت إلى أن “بعض المنتخبين والأعيان في الولاية حرضوا بعض المواطنين على كسر المسيرة بإيعاز من وزير الداخلية، وهذا ما جعل أعضاء اللجنة التسليم بأن السلطة لا تفضل الحوار بل تحبذ المراوغات ومحاولاتها تغطية الشمس بالغربال"، يقول بلعباس.