ذكرت مصادر محلية بورڤلة في حديث ل«البلاد"، أن نوابا بالمجلس الشعبي الوطني ربطوا اتصالات مع شباب من مختلف بلديات ولايات الجنوب، وطلبوا منهم أخذ عطلة يوم الخميس للالتحاق بالمظاهرة “المليونية". وقالت المصادر إن من النواب من سيتكفل بنقل المتظاهرين في الحافلات من ولايات مجاورة إلى ورڤلة للوقوف إلى جانب البطالين في حركتهم الاحتجاجية المرتقبة بعد غد الخميس. وأفادت المصادر ذاتها أن برلمانيا ينحدر من ولاية جنوبية تكفل بجلب حافلات نقل جماعية لتنقل على حسابه الخاص مئات الشباب من ولايات تمنراست، النعامة، الوادي وإليزي باتجاه ورڤلة التي ستشهد بعد غد خروج المحتجين إلى الشارع والسير نحو حاسي مسعود، التي تعرف تصعيدا للهجة من طرف الشباب المحتج، حيث أقدموا نهاية الأسبوع الماضي على غلق شركة الحفريات “لنافور" التابعة لشركة سوناطراك، تعبيرا عن امتعاضهم من سياسة التوظيف في عملاق الصناعة البترولية الوطنية والتي تقصي أبناء المنطقة من العمل فيها. ويعرف الوضع في الجنوب وتحديدا في ورڤلة “عاصمة البترول الجزائرية"، غليانا غير مسبوق رغم محاولة السلطات الجزائرية التهوين من هذا الوضع، ووقوعها في تناقض في هذا الشق فمن جهة تطمئن الجميع بأنه لا وجود لأزمة في الجنوب، ومن جهة أخرى تقول إن جهات أجنبية تحرك أياد خفية لإشعال فتيل فتنة في الجنوب مستغلة ظروف سكانه الاجتماعية والاقتصادية. من جانبه أعلن منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، الطاهر بلعباس، أن سلسة اللقاءات والزيارات الرسمية المتكررة لمسؤولين في الحكومة الحالية إلى الولايات الجنوبية لا تعني حل ملف الشغل والتكفل بمطالب شباب الجنوب، لأن “حكومة عبد العزيز بلخادم ومن بعدها حكومة أحمد أويحيى قدمت نفس الوعود التي قطعها عبد المالك سلال بشأن تكفل الدولة بمطالب سكان الجنوب وتوفير الشغل" وأبدى الطاهر بلعباس في اتصاله ب«البلاد" استيائه من حديث المسؤولين عن “أجندة أجنبية" و”أيادي خفية" تستثمر في شباب الجنوب للزج بالوطن في أتون الفتنة والجهوية، موضحا أن بعض المطالب السياسية التي يتم ترويجها ونسبها إلى بطالي الجنوب عارية تماما من الصحة، وأن المطلب الوحيد لهؤلاء هو تمكينهم من حقهم في الحصول على منصب عمل، خاصة وأنهم أبناء منطقة توظف أياد عاملة من كافة ولايات الوطن ومن خارجه. وأعلن أن شباب الجنوب بريء من الأعيان والوجهاء متهما إياهم بالانتهازية، وقال إنه يتعين على المسؤولين فتح باب الحوار مع المعنيين وليس مع من يسمونهم أعيان ووجهاء في إشارة للقاء الوزير الأول عبد الملك سلال، أول أمس، مع أعيان تمنراست لمناقشة مطالب شباب الجنوب. كما انتقد المتحدث تقديم المنتخبين المحليين أنفسهم في صورة المدافع عن حقوق سكان الجنوب، واتهمهم بالعمل على إبقاء ملف البطالة في الجنوب عالقا للمتاجرة به خلال كل حملة انتخابية. وأضاف أن هؤلاء المنتخبين يتعمدون تغليط السلطات المركزية والرأي العام من خلال الإدعاءات، وفند محدثنا في هذا السياق ما تداولته وسائل إعلامية مؤخرا حول تحريك أطراف خارجية للجنة الدفاع عن البطالين، ونشر معلومات تفيد أن منسقها الوطني الطاهر بلعباس يتنقل مرارا بين الجزائر وسويسرا في حين أنه ممنوع من السفر بأمر رسمي منذ ثماني سنوات، مضيفا أن من يروجون مثل هذه الادعاءات الباطلة يسعون لتثبيط همة شباب الجنوب. للإشارة، فإن المسيرة الاحتجاجية التي ستنظم بعد غد الخميس ستعرف مشاركة عشرات آلاف البطالين من مختلف ولايات الوطن، حيث شرع عاطلون عن العمل وحقوقيون وناشطون جمعويون في التنقل إلى ورڤلة لمساندة أبناء الجنوب والتأكيد على شرعية مطالبهم.