صُدمت وأنا اقرأ تصريح الكاتبة الشهيرة أحلام مستغانمي التي قالت أنها تعبت ولن تستطيع حتى كتابة صفحة واحدة لأن هناك من قتل حماسها، وهذا الحماس الذي تتكلم عنه مات بسبب النقد الذي طال روايتها الأخيرة “الأسود يليق بك". لم أفهم لماذا ظنت الكاتبة أنها فوق مستوى النقد، خاصة أن الحكمة تقول “مشكلة معظمنا هو أننا نفضل أن يقضي علينا المديح على أن ينقذنا النقد"، وأنا أصارحكم القول أنني سرقت الرواية ولم أشترها وإنما قرصنتها من الأنترنت ومع ذلك لم أستطع مواصلة قراءتها، والغريب أنني لم أعرف السبب بعد، أو ربما عرفته ولا أريد أن أقوله. أنا لا أقول هذا الكلام حتى أنقص من قيمة هذه الكاتبة التي عشقت لها “ذاكرة الجسد" التي راسلتُ الأصدقاء في الخارج حتى أتمكن من شرائها مثل قطعة نادرة، وقرأتها أكثر من عشر مرات متتالية بنهم وشغف كبيرين، وأحببت أبطالها وأماكنها وروائحها، ومازلت أحتفظ بها في مكتبتي الخاصة إلى جانب كبار الكتاب والروائيين، ولكن يا “أحلام".. أنيس منصور قال إن النجاح يعتمد على أحلامك، ليست الأحلام التي تراها في نومك وإنما التي تراها في اليقظة. كاتبتنا التي أصبحت تحاط بأمراء وأميرات الخليج في كل محطة أدبية لها، يغدقونها بالهدايا والعطايا نظير كتاباتها العابرة للقارات، نسيت أن هناك قارئا بسيطا ربما يعيش في قرية من قرى مروانة التي كتبت عنها ولم تعجبها فيما بعد، هذا القارئ الذي يمكنه أن يكون صادقا معها إلى أبعد ما تتصور ويمكن أن يناقشها في لغة الرواية وعباراتها وحتى تفاصيلها دون أي عقدة أو تملق أو تزلف، ليس لشيء سوى لأنه قارئ حقيقي لا يمكنه أن ينافق، كما يفعل الأمراء الذين يشترون ببترولهم كل شيء حتى الأدب.