تفشت هذه الأيام نوع من أنواع الحمى الغريبة التي أصابت فقط أصحاب المعالي من الوزراء والمسؤولين والواصلين الذين “خلّطوا" في عسل الخليفة وذاقوا منه حتى انتفخت بطونهم وأشياء أخرى ليس هناك داع لذكرها في هذا المقام. هذه الحمى جعلت هؤلاء يتخبطون في كل الاتجاهات ويستجدون الصغير والكبير حتى لا يُعاد استدعاءهم للتحقيق المزمع إعادة فتحه في الأيام القادمة، خاصة أن أغلبهم مازالوا يمارسون مهامهم في مناصب عليا مثل الحكومة وغيرها. ثم هل يعقل مثلا أن نتصور مدلسي يتوجه صباحا للمحكمة ليدلي بشهادته، كما فعل منذ سنوات في قضايا الاختلاسات والفساد، ثم يذهب بعدها إلى مكتبه بوزارة الخارجية؟ ويناقش القضايا المصيرية للبلاد؟ كذلك الشأن بالنسبة للوزير عبد المجيد تبون، هل يمكن أن تُوجه له أصابع الاتهام من جديد بعد أن وجهت له فيما سبق وأبعد من المسؤوليات بسبب ذلك ثم عاد من الباب العريض والواسع؟ في الحقيقة ما حدث ويحدث من تخلاط وتجلاط يجعلك تشك في نية السلطة إن كانت فعلا تريد القضاء على الفساد من جذوره أم أنها تريد فقط تسيير أزمة الفساد حسب ما تراه مناسبا، ثم لماذا هذه السلطة لا تعير أي اهتمام لمشاعر الشعب الذي يرى وزراء حكومته متورطين إلى حد ما في أشياء لا تفرح ولا تسر؟ وحدها الأيام القادمة سوف تكشف لنا كيف ستتعامل السلطة من جديد مع ملف الخليفة المدجج بالرؤوس الكبيرة التي لا نعرف هل ستقطع أم أنها ستكبر أكثر وأكثر!