قالت الكاتبة هاجر قويدري، في معرض حديثها من المنبر الأسبوعي “صدى الأقلام" بالمسرح الوطني الجزائري، إن روايتها “نورس باشا"، رواية تحكي عن الجمال أكثر من التاريخ المضبوط بحذافيره الدقيقة. وتأسفت الروائية لغياب طبعة جزائرية لنصها، ما يحول دون انتشارها وتوسع رقعة قرائها وبالتالي تعدد الأراء حول تجربتها. إعترفت قويدري أن “الضاوية"، الشخصية الرئيسية في روايتها “نورس باشا"، أشعرتها “بالصداع"، إلا أنها رفضت أن تكون هذه البطلة تشبه كاتبتها إلى حد يمكن معه أن نقول إنهما وجهين لعملة واحدة: “لا أعتقد أن الضاوية تشبهني، بالعكس هي مختلفة عني تماما"، تجيب قويدري، التي نزلت ضيفة على “صدى الأقلام" المخصص هذا الشهر للمبدعات الجزائريات في مجالات الكتابة والفن وغيرها. ترى صاحبة “أوزنجو" أن هذه الرواية، تشبعت بمعايشتها لتفاصيل القصبة العتيقة، وأنها نتاج تجربة حياتية تقاسمت فيها، هاجر، يوميات حقيقية مع بعض ما تبقى من جمال وسحر في تلك المدينة: “انهمكت في سلسلة من الروبرتاجات، بحثت عن تفاصيل عمرانية وسألت عن أنماط المعيشة ومعاني الكلام، عن قصد لأني قررت أن أكتب نصا يتناول الفترة العثمانية في الجزائر"، ورغم هذا “التشبع" إلا أن حالة “البتر" الذي مارسته قويدري على نصها، وباعتراف منها، بررته بالقول: “أعدت قراءة النص قبل نشره، وانتزعت منه مقاطع طويلة تتحدث عن تلك الحقبة بشكل مفصل عن التواريخ والأمكنة، تساءلت هل القارئ الذي سيقرأني سيتحمل هذا الزخم من المعلومات، وهل سيتحمل كاتبة غير معروفة، ويقرأ أكثر من ال 200 صفحة التي قدمتها له في الأخير؟"، لتردف في نفس الفكرة: “لم أكتب رواية تاريخية، بل وضعت الحدث في جو تاريخي خاص بالتواجد العثماني في بلادنا، كل التفاصيل خيالية، رغم قراءاتي الكثيرة عن الموضوع، إلا أنني قررت نزع التواريخ والرسائل واكتفيت بالأحداث الوجدانية". نص دافعت هاجر على انحيازه للجمال، لصناعة الصابون على طريقة زمان، شجرة الياسمين وسط الدار، الحكم العادل لقضاة تلك الفترة، وغيرها من الصور الجميلة. ولعل هذا ما اثار انتباه لجنة تحكيم جائزة “الطيب صالح" التي أخرجت قويدري إلى نور الساحة الأدبية الجزائرية: “بصراحة اعتبر الجائزة طعما عرف الناس بي"، إلا أنها عاجزة لحد الآن على إصدار طبعة جزائرية، تسمح بقراء أكثر وانطباعات أوسع.