إنطلاقا من كونه مارس مهنة التدريب بأكاديمية بارادو، لم يتوان سمير بوجعران، المدرب الحالي لأولمبي الأربعاء، عن إبداء رأيه في منتخبنا الوطني لأقل من 20 سنة، وخلفيات عدم اعتماد المدرب نوبيلو على شبان أكاديمية بارادو، وكذا أسباب ظهور “الخضر" بوجه شاحب أمام البنين ومصر. ما هو تقييمكم لمردود منتخب أقل من 20 سنة في كأس إفريقيا الحالية؟ لقد تابعت بالتحديد خرجة هذا المنتخب أمام مصر، وأهم نقطة استرعت انتباهي اللعب الفردي الذي طغى على اللعب الجماعي، وكذا التسرع الذي ميز مردود اللاعبين الذين لعبوا بدون خطة واضحة، الأمر الذي خلق لهم بعض الارتباك في منطقة عمليات الخصم. ولم ينفع اللعب على الأجنحة طالما أن الكرات التي وصلت إلى وسط دفاع المصريين لم تجد من يجسدها في ظل وجود لاعب أو لاعبين فقط، في حين لم يساهم لاعبو الوسط في خلق التزايد العددي، ما سهل مهمة الخصم في إبطال كل هجماتنا. جل لاعبي منتخبنا هم خريجو أكاديمية الفاف. هل تعتقدون أن الخيار كان خاطئا؟ ما أريد الاشارة إليه هو أن مستوى لاعبينا كان ضعيفا، ماعدا اللاعب فرحات الذي قدم مردودا طيبا من خلال اختراقاته لدفاع الخصم وخلق الفارق، لكن مهاجمينا لم يستغلوا تلك الكرات. أما عن التركيبة التي كانت جلها من لاعبي أكاديمية الفاف، فأنا أرى بأن المدرب نوبيلو فشل في مهمته بعد موسمين قضاهما في التنقيب عن اللاعبين، ليستغني في الأخير عنهم ويعوضهم بمحترفين جلبهم من الخارج لم يكن لهم الوقت الكافي للتأقلم وخلق الانسجام. وهذا الكلام يجرني إلى القول أن أكاديمية الفاف فشلت كذلك في تكوين لاعبين كبار، وهو ما يفسر محدودية عطائهم. ما لاحظه المتتبعون هو عدم استنجاد المدرب بشبان أكاديمية بارادو التي عملتم بها؟ لقد عملت هناك وأعرف إمكانيات المواهب التي توجد في هذه الأكاديمية، لكن خيارات المدرب الوطني كانت غير ذلك، رغم استدعائه لبعض الفرديات قبل أن يقرر الاستغناء عنها، وبالتالي فهو يتحمل مسؤوليته. وبعيدا عن هذه النقطة بودي العودة للحديث عن لاعبي أكاديمية الفاف التي عملت بها كذلك رفقة بعض التقنيين وشاركت في اختيار اللاعبين، وأتذكر أن الفريق كان يلعب كرة جميلة، لكن اليوم تفاجأت بنسبة تغيير الفريق التي وصلت إلى 80٪، وبالتالي فإن عمل الفاف والإطارات التقنية والمديرية الفنية للأصناف الصغرى تبخر كليا. كيف ترى بقية مشوار منتخبنا؟ المهمة تبدو صعبة للغاية، وفي حالة الإقصاء فستكون خسارة كبيرة، لأننا بصراحة كررنا الأخطاء الماضية وجئنا بهذا المدرب الفرنسي..