ورد أن طفلتين تبلغان من العمر 9 سنوات، عشية الأربعاء الماضي، من الإفلات من أيادي خاطفيهما بإقليم بلدية بوينان الواقعة بولاية البليدة. وحسب مصالح الدرك الوطني، فإن الفتاتين تقدمتا إلى الفرقة الإقليمية لبوينان بشكوى مفادها أنه تم اختطافهما من قبل شخصين بمجرد خروجهما من الإبتدائية الواقعة بأولاد يعيش، وهو ما دفع بمصالح الدرك الوطني إلى إعلان حالة استنفار قصوى وتطويق مداخل ومخارج تراب الولاية بحثا عن الخاطفين، كما فتحت تحقيقا واستدعت أطباء نفسانيين للتكفل بحالتي المختطفتين، غير أنه تبين، لاحقا، أن السيناريو مفبرك ومن نسج خياليهما، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو النتائج المدرسية السلبية لكلتيهما. حيثيات وتفاصيل القضية، حسب ما علم من مصالح الدرك الوطني لذات الإقليم، تعود إلى يوم 20 مارس الفارط، في حدود السادسة والربع مساء، حيث تقدمت طفلتان تبلغان من العمر 9 سنوات إلى الفرقة الإقليمية ببوينان، وهما في حالة هلع وفق ما أكده قائد الفرقة الذي كان أمام المدخل، لتصرحا له أنهما اختطفتا من طرف شخصين ببلدية أولاد يعيش من أمام الابتدائية، وبعدها تمكنتا من الفرار. وعلى إثر هذا البلاغ، الذي يأتي بعد أيام قليلة من مقتل الطفلين هارون وابراهيم بولاية قسنطينة والاحتجاجات العارمة التي أعقبت الجريمة، اتصل قائد الفرقة بمركز العمليات بالمجموعة الإقليمية، بالبليدة، ليتم إعلان حالة الطوارئ وتم تطبيق مخطط “السدود الشامل" من أجل تطويق ولاية البليدة، كما تم تدعيم الدوريات ب 100 دركي من أجل مباشرة عملية التمشيط والبحث عن المجرمين، كما تم الاتصال بأولياء الطفلتين وكذا استدعاء فرقة الأحداث رفقة الأخصائية النفسانية، هذه الأخيرة وبعد إجراء ثلاث حصص مع الطفلتين، أكدت أنهما في حالة نفسية عادية ولا يظهر عليهما أية ملامح للاضطراب والخوف أو الهلع بعدها تدخل الدركيون المحققون التابعين لفرقة حماية الأحداث بالبليدة، حيث تبين أن القصة مفبركة وسيناريو الاختطاف لا أساس له من الصحة. ومتابعة للتحقيق، تم الاتصال بمدير المدرسة الابتدائية وتبين بأن الطفلتين كانتا غائبتين عن الدراسة في الفترة المسائية وأكدتا بأنهما تنقلتا إلى بوينان من أولاد يعيش عبر حافلة لنقل المسافرين دون دفع تسعيرة التذاكر والسبب يعود إلى ضعف معدلهما الفصلي في الدراسة. تجدر الإشارة إلى أن السيناريو نفسه، تقريبا، حدث بتاريخ 21 فيفري 2013 بالعفرون، حيث تقدم مواطن رفقة ولده البالغ من العمر تسع سنوات ليبلغ -حسب تصريح الابن- بأنه اختطف من طرف شخصين على متن سيارة سوداء اللون بعدما قاما بتكبيله، حيث وصف الشخصين وصفا دقيقا، وبعد القيام بسلسلة من التحقيقات وتدخل الأخصائية النفسانية أكدت بأن الطفل لا تظهر عليه أي علامة عنف، كما أن حالته النفسية مستقرة ولا يبدو عليه الاضطراب أو الخوف. ليتدخل بعدها محققو فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني بالبليدة الذين قاموا بإعادة استجوابه واعترف أن الحكاية لا أساس لها من الصحة، وإنما فعل ذلك بسبب المشاكل العائلية وضعف معدله ونتائجه الدراسية.