تحرك الشباب البطال في ولايات الجنوب، أمس، بتنظيم وقفات احتجاجية في كل من ولايات الأغواط، البيض وورڤلة، التي استقطبت الشباب البطال من عدة ولايات بالجنوب. ويأتي الاحتجاج - حسب المشاركين فيه - تذكيرا وإنذارا للحكومة بجدية المطالب ورفض تسييسها. في هذا الصدد أكد سليماني فاروق، أحد ممثلي الشباب البطال في ولاية الأغواط:"أن الوقفة الاحتجاجية التي استمرت لساعات سارت كما كان مخططا له وتحت متابعة تنظيمية لممثلي الشباب البطال"، مشيرا إلى أن “المطالب اجتماعية خصت بالدرجة الأولى أزمة البطالة والتشغيل في الجنوب". وأكد سليماني أن “الوقفة الاحتجاجية حملت مطالب للسلطات العليا في البلاد وتجاوزت السلطات المحلية"، التي قال بشأنها أنها “عاجزة عن تلبية المطالب وإن وافقت على الحوار فهو لكسب الوقت والمماطلة فقط". كما كشف محدثتا عن “قيام الشباب البطال بطرد عدد من الوجوه البرلمانية التي حاولت تبني والمشاركة في الوقفة في محاولة ظاهرية للتضامن معهم". وقد نظم عدد من الشباب العاطل عن العمل بالأغواط وورڤلة وقفة للمطالبة بالشغل وتكافؤ الفرص والتنمية الشاملة، وخرج - حسب سليماني فاروق - حوالي 3000 شاب في وقفة احتجاجية بساحة المقاومة وسط حي المعمورة بمدينة الأغواط، مطالبين بتوفير مناصب شغل وتحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة. ورفع المحتجون الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية وبعض الولايات المجاورة الكثير من الشعارات، ورددوا هتافات منددة بالإقصاء والتهميش والحڤرة والبطالة، والمؤكدة في نفس الوقت على الوحدة الوطنية وعلى سلمية الوقفة. ومن بين الشعارات المرفوعة “نحن نتنفس الجزائر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب"، “السكن والشغل حق شرعي للمواطن"، وغيرها من الشعارات الأخرى. وتواصلت الوقفة الاحتجاجية في هدوء تام وتنظيم محكم، إذ ارتدى عدد من الشبان صدريات بلون موحد وحملوا شارات “منظم" مع استعمال مكبرات الصوت في ترديد الأناشيد الوطنية. وجرت في نفس الوقت وقفة احتجاجية مماثلة في جو هادئ ومنظم بمدينة ورڤلة، حيث تجمع نحو 200 شاب بالساحة المحاذية لمركب الرياضي 18 فبراير بالرويسات، لرفع شعارات تطالب أيضا بالعمل وتحقيق التنمية الشاملة. أما بالبيض فقد نظم الشباب البطال ببلدية الأبيض سيدي الشيخ أمس وقفة احتجاجية، اتسمت بالطابع السلمي وبالتأكيد على الوحدة الوطنية، كما لوحظ بعين المكان. ورفع المحتجون جملة من الشعارات تؤكد على الطابع السلمي لهذه الوقفة الاحتجاجية وتدعو إلى النضال حتى يخدم البطال، مشيرين إلى أن جنوب بلا شمال لا معنى له. وقرأ مؤطرو هذه الوقفة الاحتجاجية بيانين أحدهما اتسم بالطابع الوطني وآخر تضمن عشرة مطالب محلية ركزت على ضرورة ترقية دائرة الأبيض سيدي الشيخ إلى ولاية منتدبة والاستثمار السريع للثروات الباطنية بالمنطقة? والإسراع في إنجاز مشروع مستشفى 120 سريرا بذات البلدية والاعتناء بالنشاط الرياضي والثقافي. وأوضح المحتجون أنهم ليسوا دعاة تفرقة ولن يكونوا كذلك، داعين إلى الأخذ بمطالبهم بجدية وإصدار نصوص تشريعية تعاقب التشغيل المباشر وتتضمن عقوبات ردعية ضد كل المسؤولين المخالفين لذات الإطار القانوني، إضافة إلى تخفيض الضرائب على النشاطات التجارية في هذه المناطق، وتعميم منحة الجنوب على كافة أصناف الموظفين. وفي الختام تبرأ المحتجون في بيانهم من أي شخص أو جماعة أو جمعية أو حزب سياسي أو برلمانيين يخولون أنفسهم للحوار أو التفاوض باسم المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية، مشيرين الى أن كل من يقوم بذلك لا يمثل إلا نفسه.