شهدت عدة مناطق من الجنوب وقفات احتجاجية، طالب فيها المشاركون الحكومة بالتعجيل بتطبيق الوعود المعلن عنها عشية الوقفة الأولى يوم 14 مارس المنصرم، وشدد هؤلاء على أن مطلب إحداث ديناميكية وعدالة في التوظيف مطلب أساسي، فضلا عن إحداث وثبة في التنمية المنعدمة تقريبا في الجنوب. آلاف الشباب في وقفة سلمية بعدة مناطق بالجنوب المطالبة بالعدالة الاجتماعية واسترجاع الكرامة المسلوبة وقف مئات الشباب والمواطنين بولايتي الأغواط وورفلة، أمس، للمطالبة بالعدالة الاجتماعية واسترجاع الكرامة المسلوبة من سكان الجنوب في ثاني وقفة مبرمجة لبطالي الجنوب بعد مدينة ورفلة الأسبوع الفارط. ففي ولاية الأغواط الوقفة التي طالب بتنظيمها المكتب الولائي للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين بالأغواط، شهدت حضور مختلف الفئات بما في ذلك البطالون بقيادة المنسق الوطني الطاهر بلعباس، وحتى الموظفين والعمال وقدماء المعتقلين والمجندين وعائلات المفقودين والحقوقيين من بعض ولايات الوطن، الذين التحقوا بساحة المقاومة، حيث كانت سلمية ومنظمة افتتحت بالنشيد الوطني ورفع العلم الوطني للتأكيد على الوحدة الوطنية وأن المطالب اجتماعية واقتصادية خالية من التوجهات السياسية التي حاولت بعض الجهات إلصاقها باحتجاجات سكان الجنوب. وقدّر المنظمون عدد المشاركين في هذه الوقفة بين 3 آلاف و5 آلاف مشارك في وقت منعت فيه مصالح الأمن في حواجز أمنية بمداخل المدينة التحاق مجموعات أخرى. وقد طالب المحتجون بضرورة توفير العدالة الاجتماعية واسترجاع الكرامة المسلوبة من سكان الجنوب والكف عن الحفرة والتهميش. وفي ورفلة شارك عشرات البطالين المنضوين تحت لواء تنسيقية شباب ورفلة في الاعتصام أمام ساحة المركب الرياضي بالرويسات من أجل مطالبة الجهات الوصية بتحقيق وعودها في توفير مناصب عمل لدى الشركات الاقتصادية الناشطة بقطاع المحروقات على مستوى مدينة حوض بركاوي وحاسي مسعود وبقية المؤسسات، مهددين بتوسيع حركاتهم الاحتجاجية والذهاب بها بعيدا، ما لم تكن هناك نتائج ملموسة. أما في تفرت فقد أقدم المئات من الشباب البطال، أمس، على غلق الطريق الوطني رقم 3 عند مدخل المدينة، بعد مسيرة حاشدة وسط شوارع البلدية واستعمل المحتجون العجلات المطاطية والحجارة والمتاريس، احتجاجا منهم على الوضع المزري للتنمية المحلية والنقص الفادح في فرص العمل في ظل الأزمة الخانقة التي يعرفها سوق التشغيل بالمنطقة، محمّلين السلطات الولائية مسؤولية الوضع. وفي ولاية البيض تجمهر المئات بساحة سيدي الشيخ ببلدية الأبيض سيد الشيخ، أمس، في وقفة احتجاجية تحت عنوان ''الشغل والكرامة'' انتهت بأرضية مطالب من عشرة انشغالات بعد ترديد شعارات منددة ''بالمافيا المالية والسياسية'' ومتضامنة مع الحراك الذي عرفه عدد من الولايات. لم يتوقع، أمس، المنظمون وكذا السلطات درجة الاستجابة الكبيرة للبطالين والمواطنين الذين تجمعوا بالساحة القريبة من ضريح سيد الشيخ، حيث ردد المحتجون شعارات بعضها محوّر عن أهازيج الملاعب والبعض الآخر من أرشيف الحركات الاحتجاجية، على غرار ''أولاش سماح أولاش''. كما أصرّ المؤطرون لهذه الوقفة بهذه الولاية التي تقع بالهضاب على ''اعتزازهم بالانتماء للجزائر، وكل ما عدا ذلك من مزاعم الانفصال والتقسيم فهو زيف وتحويل لجوهر المطالب''. كما بعث المحتجون رسالة تضامن لكل الحركات الاحتجاجية المطلبية بالجزائر وخاصة بالمناطق الجنوبية.