سادت حالة من الهدوء بمحيط مدينة الإنتاج الإعلامي ظهر أمس، وذلك بعد تظاهرات استمرت طوال يوم الأحد من قبل متظاهرين تابعين للتيارات الإسلامية، اعتراضاً على سياسيات الفضائيات في معالجة الأحداث على حسب وصفهم. وتبقىّ عدد قليل من المتظاهرين الذين اعتصموا أمام بوابة “4" بمحيط مدينة الإنتاج، رافعين رايات سوداء، كما منعوا الكاميرات التابعة للصحف والفضائيات من أداء مهامها في تغطية ما يحدث بمحيط مدينة الإنتاج الإعلامي، حسب ما ذكرت صحيفة “اليوم السابع". وفي السياق نفسه، استمرت استعدادات وزارة الصحة ووزارة الداخلية داخل وخارج مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث قدمت وزارة الصحة 10 سيارات إسعاف تحسباً لوقوع أي اشتباكات، كما استمر تأمين وزارة الداخلية بالمدينة من الداخل بسيارات الأمن المركزي. وكان متظاهرون من تيارات إسلامية قد قاموا بإغلاق جميع مداخل مدينة الإنتاج الإعلامي ومنعوا جميع الإعلاميين من الدخول أو الخروج من المدينة احتجاجاً على ما وصفوه بالغطاء السياسي من الإعلام لانتقاد الرئيس المصري محمد مرسي، وسط اتهام المعارضة للرئيس بمحاولة إعادة وسائل القمع للبلاد. وقد أفادت إحدى الفضائيات بأن مقدمة برنامج لديها تعرضت لاعتداء من المتظاهرين الذين حطموا سيارتها أثناء خروجها من المدينة. وقالت وكالة “الأسوشيتدبرس" إن تصريحات الرئيس محمد مرسي، في خطابه أمام مؤتمر عن حقوق المرأة، أول أمس، يبدو أنها مقدمة لتدابير ضد معارضيه. فقد جاءت كلمته التي اتسمت بغضب، اختلطت به حركة الجسم، تمثل تحذيراً شديد اللهجة لخصومه السياسيين. وأشارت إلى أنه بينما تحدث مرسي، الذي ينتمي لجماعة “الإخوان المسلمين"، بلهجة غير مباشرة عن منتقديه، فإن تصريحاته حملت إشارة قوية على اتهامه ل«جبهة الإنقاذ الوطني"، ائتلاف المعارضة الرئيس في مصر، بأنها تقف بشكل مباشر وراء العنف. وأشارت الوكالة إلى أن مرسي كرر المزاعم المعتاد سماعها، بأن العنف السياسي هو من صنيعة بقايا النظام السابق وبمؤامرات خارجية، لم يحددها الرئيس الإسلامي. كما زعم أن من يقف وراء المظاهرات العنيفة ليسوا محتجين حقيقيين، وإنما بلطجية مأجورون. وقد سارعت القوى السياسية المعارضة إلى إدانة الحصار، وقال حزب “التيار الشعبي" الذي يتزعمه حمدين صباحي في بيان له إن حصار مدينة الإنتاج الإعلامي ليس إلا تنفيذاً حرفياً للضوء الأخضر الذي منحه الرئيس مرسي في كلمته ضد الإعلام.