بعد التظاهرات التي بدأت صباح الجمعة الماضي، اعتراضا على الإعلان الدستوري، واصلت القوى السياسية المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي ،أول أمس اعتصامها في ميدان التحرير وسط القاهرة، لمطالبة الرئيس بالتراجع عن الإعلان الذي أصدره الخميس الماضي، ومنح نفسه بموجبه صلاحيات استثنائية مطلقة، محصنا قراراته التي لم يعد يسمح بالطعن فيها. وينتظر أن يرد نادي القضاة على قرارات مرسي، في حين أعلن حزب “الحرية والعدالة" أنه لا تراجع عنها، وأن الدستور الجديد سيصدر في الأيام المقبلة، بحسبما أكد نائب رئيس الحزب عصام العريان في تصريح تلفزيوني، فقد كشف العريان أن الدستور أنجز وأنه لا تراجع عن الإعلان الدستوري. يأتي ذلك بعد يوم من المواجهات تارة بين أنصار الرئيس ومعارضيه، وتارة بين الأمن والمحتجين، أسفر بحسب ما أعلنت وزارة الصحة عن 140 مصاب. وكان التيار الشعبي المصري بزعامة المرشح اليساري السابق حمدين صباحي، الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية في جوان الماضي، أعلن بدء اعتصام من مساء الجمعة الماضي، في ميدان التحرير بالاتفاق مع كافة القوى السياسية الثورية، داعيا أيضا إلى تجمع حاشد في ميدان التحرير الثلاثاء المقبل. في حين أفاد منظمو الاعتصام بأن 26 حركة وحزبا سياسيا أعلنت حتى الساعة موافقتها على المشاركة في الاعتصام. وكان مرسي أصدر الخميس الماضي، إعلاناً دستورياً يحصن كل الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات التي صدرت أو ستصدر عن الرئيس بجعلها نهائية ونافذة ولا يجوز الطعن بها. كما حصن الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى اللذين يهيمن عليهما التيار الإسلامي بنصه على أنه “لا يجوز لأي جهة قضائية حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور". وأثارت قرارات مرسي شرخا كبيرا في الشارع المصري بين معارض يتخوف من عودة الديكتاتورية بعباءة إسلامية ومؤيد يرى فيها طريقا لاختصار مرحلة انتقال ديمقراطي طويلة ومعقدة، وقد خرجت الجمعة الماضي، إلى الشارع في عموم مصر تظاهرات ومسيرات حاشدة انقسمت بين مؤيد لهذه القرارات ومعارض لها. ووقعت اشتباكات ومصادمات في عدد من المحافظات والمدن المصريةالجمعة الماضي، بين متظاهرين، معارضين لقرارات الرئيس مرسي، وعدد من أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين. وكانت قوات الأمن حاولت فض اعتصام معارضي الرئيس المصري وسط القاهرة تحت غطاء كثيف من الغاز المسيل للدموع في الساعات الأولى من صباح البالسبت اكر. وقال مصدر إعلامي أن التراشق بالحجارة وقنابل الغاز استمر ساعات عدة. واعتقلت قوات الأمن ثمانية من المتظاهرين على الأقل، حسبما قالت نجوى السودة مديرة رابطة معتقلي الثورة. وأضافت إن من بين المعتقلين أحد المصابين، موضحة أنه ليس من بينهم أطفال. ونصب المعتصمون أكثر من خمسة وعشرين خيمة داخل الحديقة التي تتوسط الميدان، وأمام مسجد عمر مكرم ومجمع التحرير. وواصل المعتصمون إغلاقهم لكافة المداخل المؤدية إلى الميدان أمام حركة مرور السيارات لليوم الثاني على التوالي، حيث تم تحويل حركة السيارات من أمام المتحف المصري إلى شارع قصر النيل، وأمام الجامعة العربية إلى كورنيش النيل، وكذلك من شارع قصر العيني إلى منطقة غاردن سيتي. وقام عشرات من المعتصمين بتنظيم حملة لتنظيف الميدان من المخلفات بعد التظاهرات.