ضمن النائب البرلماني تمام سلام، مساء أول أمس تسميته رئيساً للحكومة اللبنانية، بعد حصوله على تأييد قوى 14 أذار (المعارضة) والزعيم الدرزي وليد جنبلاط والطرفان ممثلان ب67 نائباً في البرلمان المؤلف من 128 مقعد. وينتمي سلام (67 عاماً) إلى تحالف قوى 14 أذار، لكنه يعتبر من القوى المعتدلة في هذا التحالف؛ إذ أنه رغم التزامه بسياسة المعارضة وقراراتها، فإنه يعتمد خطاباً هادئاً غير صدامي. يأتي هذا بعد أسبوعين على استقالة الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي. وعشية بدء رئيس الجمهورية ميشال سليمان مشاورات مع الكتل النيابية تستغرق يومين، ويفترض أن تنتهي بأن يكلف الرئيس الشخصية، التي تحصل على العدد الأكبر من أصوات النواب بتشكيل الحكومة. وأعلنت قوى 14 أذار، الخميس بعد اجتماع لقياداتها ترشيح النائب سلام لتسلم رئاسة الحكومة. وقال رئيس الحكومة السابق -فؤاد السنيورة- المنتمي إلى تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري: “أجمع المجتمعون على تسمية النائب سلام ليتولى تأليف هذه الحكومة. هذا القرار اتخذ بالإجماع لما يمثله النائب سلام من التزام وطني وأخلاقي كونه يؤمن حقاً بمنطق العبور إلى الدولة واحترام الدستور والمؤسسات والميثاق الوطني". وأضاف السنيورة:«عبّر المجتمعون أيضاً عن تمنياتهم بأن يحظى سلام بأوسع تأييد وطني من كل القوى السياسية في لبنان، وعبروا أيضاً عن تمنياتهم بأن ينجح وفي وقت سريع في تأليف هذه الحكومة". وصرح جنبلاط، من جهته في مقابلة مع تلفزيون “المؤسسة اللبنانية للإرسال"، بقوله: “سأسمي تمام سلام، اتصلت به، هو ابن عائلة عريقة، ابن شعار صائب سلام (التفهم والتفاهم) وشعار (لا غالب ولا مغلوب)". وتابع:«له صفة اعتدال، و(...) اسمه عنوان الاعتدال"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن سلام “لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة الإسلامية"، أي حزب الله. وسلام هو نجل الزعيم السني الراحل صائب سلام، الذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية مرات عدة. وعرف، لا سيما في السنوات الأخيرة من حياته بمواقفه المعتدلة. وقد أطلق شعار “لا غالب ولا مغلوب" خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) التي تواجه فيها المسلمون والمسيحيون، وكان كل من الفريقين مدعوماً من قوى عسكرية خارجية.