شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الجمعة، مظاهرات لمئات المصريين فيما عرف ب«جمعة حماية الأزهر الشريف". وتزايدت أعداد المتظاهرين فى محيط مشيخة الأزهر لإعلان دعمهم للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد الهجوم الإخوانى الذى طاله بعد حادثة التسمم التي شهدها الحي الجامعي التابع لجامعة الأزهر. وسمحت قوات الأمن للمتظاهرين بالدخول إلى الساحة الرئيسية بجوار دار الإفتاء؛ حتى لا تتعطل حركة المرور في الشوارع المؤدية إلى المشيخة، وذلك فى الوقت الذي رفعوا فيه لافتة “شيخ الأزهر خط أحمر". وردد المتظاهرون هتافات منها:«يسقط يسقط حكم المرشد"، و«لا سلفية لا إخوان.. الأزهر هو الأمان"، و«أزهرية وسطية.. الصكوك مش إسلامية"، و«يسقط يسقط الإخوان.. يسقط عملاء إيران"، و«عيش حرية.. لا للإخوانجية"، و«أوعى يا مرسى تعيش الدور.. أنت يا مرسي رئيس طرطور"، و«لا وهابية ولا إخوان.. الأزهر هو الأمان". في السياق ذاته وصلت مسيرة الجامع الأزهر والحسين إلى محيط المشيخة لإعلان تضامنهم الكامل مع د. الطيب، وذلك فى الوقت الذى سارت حركة المواصلات بشكل طبيعى دون أى تأثر بالمظاهرات. وكان عدد من القوى السياسية، وعلى رأسها الصوفيون، طالبت أنصارها بالاحتشاد أمام محيط مشيخة الأزهر؛ للإعلان عن دعمهم الكامل للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت شعار:« “دعم الأزهر"، و«لا لكسر الأزهر"؛ للتنديد بمحاولات الزج باسم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في حادثة تسمم طلاب المدينة الجامعية، مؤكدين أن الأزهر الشريف صرح إسلامى كبير ولا يجوز الزج برمزه فى أفعال سياسية من شأنها التقليل من شأنه والحط من قيمته، وذلك إثر تظاهر شبان الاخوان المسلمين أمام مشيخة الأزهر خلال الأيام الماضية مطالبين برحيل شيخ الأزهر عقب تسمم عدد من الطلبة في المدينة الجامعية، وهو ما اعتبرته القوى السياسية محاولة من حزب الحرية والعدالة الحاكم وأنصاره للانتقام من شيخ الأزهر، وتعيين إمام جديد للأزهر، لاسيما بعد رفض الدكتور احمد الطيب مشروع الحكومة المصرية الخاص برفض ما سمي ب«الصكوك الاسلامية" . من جهتها تحركت بعض القوى السلفية تجاه مقر إقامة القائم بالأعمال الإيرانية في القاهرة، واقتحم بعض أنصارها سور الإقامة احتجاجا على ما سموه بالمد الشيعي الذي يستهدف النسيج الديني والاجتماعي المصري. وذلك بعد وصول أول دفعة من السياح الإيرانيين أمس الأول بدعوة من الحكومة المصرية، التي تحاول ترميم قطاع السياحة الذي تضرر نتيجة الأحداث السياسية الملتهبة التي تشهدها مصر، حيث تمت الاستعانة بالسياحة الدينية الإيرانية، إثر الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد للقاهرة، والتزم فيها بتنظيم رحلات سياحية بين طهرانوالقاهرة لتعويض العجز الكبير الذي تشهده ميزانية مصر، جراء تضرر السياحة بعد ثورة الخامس والعشرين من جانفي. وكانت طهران قد عرضت على القاهرة إدارة مرافق أثرية وأخرى دينية تتبع لآل البيت، كمسجدي السيدة زينب والسيدة نفيسة، وبعض المساجد ذات العلاقة بالتراث الفاطمي في القاهرة، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من قبل الأحزاب والتيارات السلفية، واعتبر إيذانا ببدء حملات المد الشيعي في إحدى أكبر الدول السنية في العالم.