إستضاف المعهد الثقافي الفرنسي، أول أمس، مسؤول التنمية الثقافية والعلاقات الدولية لمتحف التاريخ والفنون المتوسطية، فيري فابر، الذي سيكون محافظ معرض “الأسود والأزرق -حلم متوسطي"، الذي سيقام بمرسيليا في ال 7 من جوان المقبل. ربط “فيري فابر"، خلال نقاشه بين التاريخ والفن، حيث انتقل بين أهم المراحل التاريخية التي عرفتها بلدان المتوسط وعرض خلالها أهم اللوحات التي تمثل هذه الأحداث، فخلال مجموعة “نور وظلام / حضارة وهمجية"، قدم لنا محافظ المعرض بعض اللوحات الفنية لرسامين مثل “ميو"، و«فرانسيسكو دي غويا" الذي رأى الجانب المظلم للحضارة والتطور وجسده في لوحاته، لينتقل بعدها إلى مزايا الحضارة وما قدمته للمجتمعات المتخلفة رغم الأضرار التي ألحقتها بها خلال عملية التطور. انتقل بعدها المحاضر إلى الأسلوب المعماري، وطريقة عيش البلدان المتوسطية، عبر رسوم لأهم الحضارات التي مرت بمصر، الجزائر واسبانيا، ليتحدث عن تواريخها والآثار التي خلفتها على السكان، ثقافتهم ونمطهم العمراني، مثل لوحة “منزل الجابرتي" بمصر، للفنان “باسكال كوست"، ليلقي المتحدث الضوء، عقب هذا، على الفترة الاستعمارية لكل بلد وأهم وجوه المقاومة فيه، مثل “لالة فاطمة نسومر"، “الأمير عبد القادر" بالجزائر، “محمد علي" بمصر، و«عمر المختار" بليبيا. ومع سرده لتتابع السنوات والأحداث يصل، فيري فابر، إلى القرن التاسع عشر الذي وصف أهم أحداثه كتطور السياحة، وحسبه “تغيرت في هذا القرن حالة البحر والنظرة إليه، حيث أصبحت المدن الساحلية تجذب الناس من كل قطر وتبدل شكلها الخارجي القديم كظهور بناء الكورنيش لتبدأ ثقافة السياحة، ظهور الفاشية، والمافيا..."، ليختم محاضرته بالحديث عن القرن العشرين وأهم مقوماته ووجوهه الفنية أمثال “جاك بيرك"، “أدونيس"، “شفيق عبود"، “جون سيناك"، “بايا"... وغيرهم. يجدر بالذكر، أن المعرض الذي يوقع الطبعة العشرين هذا العام، سيقام في السابع من شهر جوان ب “مارساي"، التي وصفها مسؤول التنمية الثقافية والعلاقات الدولية لمتحف التاريخ والفنون المتوسطية، بأكبر المدن التي يحدث فيها التبادل الثقافي.