يقال أن أحد ولاّة الجنوب كان من بين المغضوب عليهم من طرف بوتفليقة، الذي وضعه في قائمة العزل من المنصب على خلفية “الشكشوكة" المتعلقة بتسيير ملفات حسّاسة في هذه المنطقة.. لكن “السي خونا" جرى في كل الاتجاهات حتى صار نجما من نجوم نشرة الثامنة، التي عملت على تبييض صورته السوداء، وجعلت منه “والي سوبر مان" وبهذا محا اسمه من قائمة العزل وصار هو “باباها". السؤال المطروح هنا: من يا ترى في هذا الجهاز الحكومي المسمى بالتلفزيون، الذي عمل على غسل صورة الوالي بالجافيل وتلميعها حتى يراها بوتفليقة بيضاء لا شائبة عليها؟! هل هو المدير العام شخصيا أم مدير الأخبار أم يا ترى هناك أوامر من فوق تتجاوز كل هؤلاء؟ ثم ما هو المقابل، الذي يمكن أن يتقاضاه هذا “المتدخل" لتلميع صورة الوالي لأشهر متتالية، وتكون عنده القدرة على تغيير رأي بوتفليقة فيه؟.. من حيث المعطيات المطروحة، تبدو اللعبة كبيرة وفيها أيضا “إن" عملاقة! ومع ذلك أيا كان صاحب هذه العملية، أليس من العار الكذب على الرئيس وخداعه بأكاذيب وتغليطه من طرف تلفزيون الدولة؟ أليس من العيب أيضا أن يخضع تعيين وعزل الولاة إلى مثل هذا الغش المفضوح عوض أن يكون المعيار الحقيقي هو الكفاءة؟.. أليس هذا التلاعب يمكن أن يعطي قراءة أخرى لما يحدث في الجنوب من شد وجذب ومدّ وجزر بين الشعب والسلطة المتمثلة في الولاة هناك والذين يبقون في مناصبهم بسبب غش مفضوح في نشرة الثامنة؟.. يجب أن أكف عن الاستغراب لأن ما يحدث هو الصحيح ومادام الكذب والفساد أصبح صناعة وطنية بامتياز.. فلماذا ألوم مسؤولا في تلفزيون الدولة على تجاوز مثل هذا، خاصة إذا كان من أجل عيون الوالي الذي قد يصبح وزيرا في يوم من الأيام ويرد الخير خيرين!..