يقولون إن وزيرة الثقافة كذبت على الرئيس بخصوص زوار المتاحف في الجزائر وإنها لم تقل الصدق واستطاعت أن تكذب على المباشر دون أن تخاف أو تقلق من أي شيء. قال حماري معلقا.. وممن تخاف يا عزيزي؟ قلت.. ربما من الغاشي الذي كان يرافق الرئيس. قال ضاحكا.. أضحكتني يا عزيزي وهل خليدة وحدها من يكذب على الرئيس؟ كلهم يكذبون كل الوزراء والولاة والسفراء وغيرهم من موظفي الدولة. قلت.. لا تبالغ ولا تضع الجميع في سلة واحدة. قال ساخرا.. أقول الصدق يا عزيزي فأنا لست وزيرا حتى أخاف وارتبك وأضطر للاختباء وراء الكذب حتى أقول رأيي. قلت.. تصور لو أن خليدة قالت الحقيقة للرئيس وقالت بأن المواطن لا يعرف المتاحف ولا يزورها لأنها يا إما مغلقة في وجهه وإما أن المواطن يعاني من صعوبات العيش التي لا تجعله يفكر سوى في إشباع بطنه. قال.. أفضل من الكذب على أي حال. قلت.. ستفتح بذلك جدلا سياسيا كبيرا وربما الرئيس سينبش في بعض التفاصيل. قال... يا ليتها كانت صادقة وقالت الحقيقة للرئيس الذي كان سيبحث عن سبب كذبها. قلت.. كن صادقا يا حماري لو كنت مكانها هل قلت الحقيقة؟ قال.. لا أعرف ولا يمكن أن أتصور نفسي مكانها أبدا. قلت.. إذن هي معذورة وقد بحثت عن سبيل ينجيها من غضبه ولو بالكذب على الشعب. قال متهكما.. دائما يكذبون على الشعب ويريدون تصويره أنه يعيش كالملاك ولا هم له سوى زيارة المتاحف والحدائق النظيفة جدا وغيرها من الأمور التي ترفه عن البال والخاطر. قلت.. إنه طريق النجاة من العقاب. قال.. كذبهم سيظهر بعد أن ينقلب السحر على الساحر وأكيد أن الرئيس ليس نائما على أذنيه وسيعرف حقيقتهم لا محال.