أصدرت أمس وزارة شؤون الأسرى والمحررين تقريرا شاملا حول أوضاع الأسرى مع حلول إحياء يوم الأسير الفلسطيني الموافق ل 17 أفريل. وقال التقرير أن الذكرى تأتي في سياق الهبة الشعبية الواسعة التضامنية مع الأسرى وفي ظل الحراك الدولي السياسي والقانوني لإنهاء معاناة المعتقلين والإفراج عنهم. واعتبرت وزارة شؤون الأسرى أن يوم الأسير يحل في ظل استمرار الإضراب الملحمي التاريخي للأسير المناضل سامر العيساوي منذ 9 أشهر. وفي ظل تدهور وضعه الصحي وتعرضه للموت المفاجئ في أية لحظة حسب الأطباء والمحامين. وجاء في التقرير أن إضراب سامر العيساوي ومماطلة حكومة إسرائيل الطويلة في الإفراج عنه يعتبر قرارا وتوجها بقتله وإعدامه مع سبق إصرار، من خلال تعاملها باستهتار مع كل النداءات والتحركات الفلسطينية والعربية والدولية. وحذّر التقرير أن استشهاد العيساوي بسبب اللامبالاة الإسرائيلية سوف تفجر الأوضاع في السجون وخارجها. من جهة أخرى، دعت وزارة الأسرى بالاستعجال إلى الانضمام إلى اتفاقيات جنيف والوكالات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين على ما يقترفونه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى. وبلغة الأرقام، ذكر التقرير أن حوالي 4,900 معتقل وأسير لا يزالون رهن الاعتقال في أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف، بينهم 235 أسير من الأطفال و14 أسيرة. وتعتبر الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948 ، والمعتقلة منذ 18 افريل 2002 أقدمهن في الاعتقال، وهي تقضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 17 عاماً، و14 عضو مجلس تشريعي بالإضافة إلى وزيرين سابقين. وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت منذ 1967 أكثر من خمسين ألف قرار بالاعتقال الإداري (ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري) منهم 23 ألف قرار منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000، بقي منهم 168 أسير رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة حتى الآن، كما تشير بيانات الوزارة إلى وجود 533 أسير يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة). وكشف التقرير أنه مع نهاية شهر مارس من العام الجاري وصل عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى قرابة 1400 أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 170 أسير بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية، و85 أسيراً يعانون من إعاقات مختلفة (جسدية وذهنية ونفسية وحسية) و16 مقيمون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة، و25 أسيرا مصابون بمرض السرطان. وكان قد استشهد أحدهم وهو الأسير ميسرة أبو حمدية في الثاني من الشهر الجاري جراء إصابته بسرطان الحنجرة. والخطر يهدد حياة المرضى كافة، كما بلغ عدد الشهداء من الأسرى 204 أسير منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال أو نتيجة استخدام الضرب المبرح والرصاص الحي ضد الأسرى، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي أمثال أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد والقافلة تطول. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن ترتيبات تجري لعقد لقاء قانوني واسع مع خبراء في القانون الدولي في لاهاي خلال شهر يناير القادم ومؤتمر تحت رعاية الأممالمتحدة حول وضع الأسرى المرضى، وكذلك بدأت الترتيبات لعقد مؤتمر دولي حول اعتقال الأطفال.