أكدت المختصة في التربية قاصد مليكة، أمس، أن العنف المدرسي هو “نتيجة حتمية" للعنف الذي يسود المجتمع والذي يصب بمختلف أشكاله وأبعاده في المؤسسة التربوية. قالت المختصة في التربية قاصد مليكة، خلال الملتقى الذي نظمه إتحاد أولياء التلاميذ لشرق العاصمة، حول ظاهرة العنف المدرسي، إن العنف المدرسي ما هو إلا انعكاس للعنف الذي يتعرض له التلميذ في محيطه بعد أن طغى العنف على طريقة التعامل بسبب اختلال القيم والموازين في المجتمع، وأن سبب انتشار هذه الظاهرة يعود إلى الأسرة التي تنعدم فيها جسور التواصل والحوار بين الأولياء والأبناء مما “يولد مناخا سلبيا يؤدي بالطفل إلى انتهاج العنف للتنفيس عن مكنوناته"، ويعتبر الشارع كذلك حيزا آخر يقود الطفل إلى تبني الأساليب العنيفة في ظل غياب مراقبة الأولياء خارج البيت و"معاشرة أصدقاء السوء" فضلا عن تأثرهم بالألعاب الإلكترونية العنيفة، لم تشذ المدرسة عن هذه القاعدة حيث أصبحت بدورها فضاء آخر يتسبب في انتشار وتوسع ظاهرة العنف لدى الطفل جراء العديد من الممارسات السلبية التي يقوم بها الأساتذة والمربون في حد ذاتهم، على غرار المحاباة التي تخلق الاحتقان وتزرع روح الانتقام في أوساط التلاميذ حسبها. واعتبرت المختصة في التربية غياب مستشاري التوجيه التربوي والنفسي في الطورين الإبتدائي والإكمالي أمرا “غير معقول" بالنظر إلى حساسية المرحلتين، وما زاد الطين بلة هو عدم تكوين الأساتذة تكوينا كاملا في علم النفس التربوي مما “أثر سلبا" على مستوى تكوينهم في هذا الشق، إلى جانب غياب استراتيجية خاصة بالتربية النفسية والتكفل بالحالات الخاصة عبر المؤسسات التربوية، وهو ما يعد سببا آخر وراء العجز عن وضع حد لهذه الظاهرة التي تتطلب معالجتها “التركيز على جذورها الدفينة". كما أكدت بأن القضاء على هذه الظاهرة يستدعي اعتماد سلسلة من الإجراءات من بينها الحفاظ على قنوات الإتصال بين مكونات الأسرة التربوية والتلاميذ وأوليائهم، من خلال الحوار المستمر وعدم إقصاء التلاميذ حتى المشاغبين منهم وكذا إظهار القدوة من قبل الأساتذة والأولياء.