يواجه سكان بلدية فريقات، الواقعة على بعد 50 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، مشاكل كبيرة على مستوى مركز البريد، حيث عبّروا عن استيائهم الشديد لرداءة الخدمات المقدمة، مشيرين إلى أنه أصبح يكاد مستحيلا أن يتمكن الزبون من استخراج أمواله أو توزيع بريده الوارد. كشف السكان أن السبب الرئيسي الذي يواجهه مركز بريد فريقات، هو النقص الفادح للطاقم البشري، مشيرين إلى أنه يوجد موظف واحد يسهر على تقديم كل الخدمات على غرار تقديم الأموال وتوزيع البريد الوارد وغيرها من الأعمال الإدارية والمصرفية، حيث يعجز لوحده على التكفل بالكم الهائل من الزبائن الذين يقصدون هذا المركز والذين يتوافدون من 20 قرى تتضمنها البلدية. وأكد السكان أن الكم الهائل من المواطنين الذين يقصدون المركز يشكل حالة اكتظاظ وفوضى عارمة داخل القاعة، ولم يخفوا أن في الكثير من الأحيان يصل الطابور إلى خارج المركز، لاسيما خلال فترات دخول منح المجاهدين وبنات وأرامل الشهداء وأجور عمال البلدية. وصرحوا أن الأمر يزداد حدة لدى الشيوخ العاجزين على البقاء في طابور واقفين ناهيك عن فئة المرضى والمعاقين الذين “يواجهون معاناة حقيقية بسبب عدم التفكير في هذه الفئة وغياب الكراسي". ومشكل آخر طرحه سكان بلدية فريقات يعيشه مركز البريد ويتعلق الأمر بحرمانهم من عملية التوسيع مثلما عرفته أغلب مراكز البريد عبر تراب ولاية تيزي وزو، ووصف البعض من السكان هذا المركز ب"هيكل دون روح"، بسبب عدم تدعيمه بالإمكانيات المادية والبشرية وكذا بسبب عجزه الكلي عن تقديم خدمات بريدية في المستوى المطلوب. ومشكل آخر يطرح نفسه بقوة بمركز بريد فريقات ويتعلق الأمر، حسب السكان، بالانقطاع المتكرر لشبك التغطية “تدوم يوم كامل وأحيانا يومين متتاليين"، فضلا عن تعطل جهاز الكمبيوتر وغيرها من المشاكل التقنية ما يحرم السكان من الاستفادة من الخدمات. كما يشتكي السكان من مشكل غياب السيولة المالية في المركز. وفي هذا الصدد أكد عضو بتنسيقية لجان القرى، أن أعضاء العديد من لجان القرى ببلدية فريقات راسلوا مدير البريد بولاية تيزي وزو كتابيا وطالبوه بضرورة التدخل لتدعيم مركز بريد بلديتهم بالموظفين خصوصا أن بلديتهم تتوفر على العديد من ذوي الشهادات الجامعية ويعيشون جحيم البطالة، وطالبوا بتدعيمه بالإمكانيات اللازمة على غرار أجهزة الكمبيوتر ومكاتب وكراسي بهدف ضمان خدمات بريدية في المستوى المطلوب للزبائن. وأشار محدثنا إلى أن لجان القرى رفع أيضا مطلب ضرورة تخصيص غلاف مالي لتوسيع المركز للقضاء على هاجس الطوابير والاكتظاظ. وأكثر من ذلك، استنكر ممثلو سكان القرى التردي الكبير الذي بلغه مركز البريد خلال السنوات الأخيرة، وكشفوا في هذا الصدد أن هذا المركز في السنوات السابقة كان يعتبر من أهم مراكز البريد بالناحية الجنوبية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو وأحسنهم تقديما للخدمات البريدية بطريقة جيدة وسريعة، وأشاروا إلى أن العديد من المواطنين في البلديات المجاورة على غرار ذراع الميزان وتيزي غنيف وبونوح، يفضلون التنقل إلى مركز بريد بلدية فريقات بهدف الاستفادة من الخدمات الجيدة دون مشاكل. وحسب السكان، سرعان ما تغيرت الأوضاع وأصبح هذا المركز يصنف من بين المراكز الأكثر رداءة في تقديم الخدمات بولاية تيزي وزو وفي كل الجوانب، وأصبح العديد من سكان فريقات يتنقلون إلى ذراع الميزان أو بوغني لسحب أموالهم. هذا، وقد طالب سكان بلدية فريقات من المسؤولين على قطاع البريد وعلى جميع مستوياتهم بضرورة التدخل العاجل قصد إيجاد حلول نهائية لمشاكل المركز بهدف التقليل من معاناة السكان في سحب أموالهم وتلقي خدمات بريدية مثلهم مثل أغلب بلديات الولاية.