يواجه سكان دائرة ماكودة الواقعة على بعد 35كم عن مدينة تيزي وزو شمالا أزمة حادة في مركز البريد الوحيد الموجه لأكثر من 25 ألف نسمة موزعة عبر قرى الدائرة، حيث يعرف مركز بريد عطوش الذين يقصده مئات الزبائن يوميا أزمة حادة في السيولة، دون ذكر ضيق المقر وقلة الأكشاك المستقبلة للمواطنين، ما يجعل الطوابير الطويلة تبدأ بالظهور ابتداء من الساعات المبكرة من كل يوم للظفر بخدمة من الخدمات البريدية التي يجمع المواطنون خاصة المسنون منهم أنها جد سيئة، نظرا لتعطلات شبكة الأنترنت وأجهزة الإعلام الآلي المستعملة فيه. وجاءت هذه الأزمة وازدادت حدة بعد غلق مركزين بريديين آخرين واقعين في نفس الدائرة، ورغم محدودية الخدمات المقدمة على مستواهما إلا أنهما كانا يخففان الضغط على المقر الوحيد الذي ينشط حاليا، وما زاد من امتعاض السكان هو غلق المقرين الآخرين في السنوات الأخيرة بحجة الاضطرابات الأمنية، وقال السكان بهذا الشأن أن المكتبين كانا تحت خدمة المواطن في عز العشرية السوداء ولم يسبق وتعرضا للسرقة أو الاعتداء على الموظفين ولا على المواطنين، متسائلين عن السبب الحقيقي وراء هذا القرار الذي قالوا عنه إنه مجحف في حقهم ويتطلب توضيحات شافية من طرف السلطات المعنية. وبهذا الخصوص نظم السكان في الأيام الماضية حركات احتجاجية مكثفة من أجل إعادة فتح المركزين البريديين، أو إخضاع المركز الحالي لعمليات توسيع وتهيئة قصد تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة كما سبق وذكرنا لفئة المسنين الذين يعانون كثيرا تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا والبرد والأمطار شتاء، خاصة مع أزمة النقل التي تشهدها المنطقة باتجاه القرى، إذ كي يتمكن شيخ من الحصول على حوالة بريدية أو استخراج مبالغ مالية عليه أن يقل سيارة أجرة تحضره من منزله وتوصله لمركز البريد، وينتظر معه السائق لغاية وصول دوره في طابور الانتظار مع احتساب كل الوقت الضائع، إذ كثيرا ما تكون كلفة الأجرة تساوي أو لا تقل بكثير عن ذلك المبلغ الذي يسحبه المسنون. وما يزيد من معاناة زبائن مركز بريد عطوش هو مشقة التنقل إليه من قرى تبعد عليه بمسافات جد طويلة كي يصطدموا بنقص أو انعدام السيولة، فضلا عن عدد المشاكل التي سبق ذكرها. لهذا يكرر السكان مطالبهم أمام السلطات المحلية والولائية بفتح المراكز الأخرى التي قالوا بأن جميع الظروف تسمح لسيرها الحسن دون أدنى شك، أو توسيع المركز الحالي وتحسين خدماته التي يقدمها لسكان دائرة بأكملها، وكثيرا ما يخطئ سكان الدوائر المجاورة ويقصدونه لقضاء حوائجهم ويعودون أدراجهم جراء نقائصه الكثيرة.