الوزير لم يرد على مراسلة النقابة أول أمس لعقد جلسة صلح شل صباح أمس قرابة 100 ألف ممرض وممرضة مختلف المصالح التي يعملون فيها بالمستشفيات ومؤسسات الصحة، استجابة للإضراب الوطني المفتوح الذي قررته النقابة الوطنية لشبه الطبي (بدأ أمس)، وقدرت نسبة الاستجابة خلال اليوم الأول حسب رئيس النقابة ب90 بالمائة على المستوى الوطني. ثمنت النقابة الوطنية لشبه الطبي الاستجابة ”الواسعة” لمنخرطي النقابة على المستوى الوطني، واعتبرت أن ”الهبة الجماعية للممرضين والممرضات بالتوقف عن العمل والدخول في إضراب وطني مفتوح ليدل على درجة الوعي لديهم، كونهم يطالبون بحقوقهم ويناضلون من أجلها حتى تحقيقها، وشهدت مختلف المستشفيات الجامعية كمستشفى مصطفى باشا الجامعي حركة احتجاجية للممرضين والممرضات الذين حملوا لافتات وراحوا يجوبون أرجاء المستشفى، مرددين شعارات للتكفل بمطالبهم”. وتجمع المئات من الممرضين والممرضين في خطوة منهم لإسماع انشغالاتهم ومشاكلهم للوزارة الوصية التي يبدو، حسب تصريحات العديد من الممرضين ل”الفجر”، أنها ”أدارت ظهرها وغلقت أذنيها، وتستمر في سياسة الهروب نحو الأمام، منتهجة التماطل واللامبالاة”. وأكد رئيس النقابة، الوناس غاشي، أمس في تصريح ل”الفجر”، أن ممثلي النقابة في العاصمة قاموا بجولات تفقدية للعديد من المستشفيات الجامعية والمؤسسات الاستشفائية، منها مستشفى مصطفى باشا، ومستشفى مايو بباب الوادي، ومستشفى القبة، ومستشفى بارني، ومستشفى بني مسوس، وذلك للوقوف على مدى استجابة الممرضين للإضراب، ويبدو أنهم ”واعون بما يقومون به”، مضيفا أن ”الأجواء نفسها شهدتها باقي المستشفيات في الولايات كوهران، عنابة، البليدة، بومرداس، تيزي وزو، بجاية، قسنطينة، فكل المؤسسات الاستشفائية على المستوى الوطني لبت نداء الإضراب وبلغت نسبة الاستجابة خلال اليوم الأول حدود 90 بالمائة”. وأعلن المتحدث أن النقابة وجهت أول أمس مراسلة إلى وزير الصحة والسكان، عبد العزيز زياري، تدعوه فيها إلى فتح أبواب الحوار معها وعقد لقاء يكون بمثابة جلسة صلح بين الطرفين، مع التأكيد على ضرورة أن تجسد الوزارة التزاماتها تجاه موظفي وعمال شبه الطبي، لكن النقابة ”لم تتلق أي رد على تلك المراسلة وعلى الوزير تحمل مسؤولياته إزاء ما ينجر عن الإضراب الذي سيستمر إلى إشعار آخر”. وقال الوناس غاشي إن 100 ألف ممرض الذين يعملون في مختلف المصالح بالمستشفيات والمؤسسات الصحية توقفوا عن العمل ودخلوا في إضراب وطني مفتوح، تعبيرا عن ”رفضهم لسياسة التماطل المنتهجة إزاء مطالبهم وحقوقهم المهضومة التي تنتظر التجسيد في الميدان، لكن يبدو أن صبرهم نفد وفي كل مرة يتلقون الوعود، ونحن كمسؤولي نقابة قرار الإضراب جاء نابعا من إرادة القاعدة التي فضلت الاحتجاج بدل الانتظار”. وجدد رئيس النقابة تمسك الموظفين بمطالبهم، والمتمثلة في تأخر صدور النصوص التطبيقية للقانون الأساسي الخاص، وبالتحديد تسوية وضعية الممرضين المؤهلين، ويمس الإجراء 20 ألف ممرض ينتظرون التصنيف في الرتبة 10 عوض الرتبة 9، حسب ما تضمنه القانون الأساسي الصادر عام 2011، مضيفا أن الوضع نفسه بالنسبة للمناصب العليا التي جاء بها القانون الجديد، إلى جانب التأخر في الإفراج عن منحة العدوى التي تستفيد منها كل الأسلاك الطبية. وبقسنطينة دخل أمس أعوان شبه الطبي بكل مستشفيات المدينة، على غرار المستشفى الجامعي ابن باديس ومستشفى زيغود يوسف، والعيادة متعددة الخدمات بحامة بوزيان، ومحمد بوضياف بالخروب، ومنتوري، وجبل الوحش ومستشفى البير في إضراب مفتوح، تلبية لنداء النقابة، واحتجاجا منهم على عدم تطبيق الوزارة الوصية للمرسوم التنفيذي الذي صدر منذ سنة 2008. وحسب ما أفادت به السيدة خليفي مريم المكلفة بالشؤون الاجتماعية على مستوى النقابة، فإن نسبة الاستجابة للإضراب في ولاية قسنطينة من طرف أعوان شبه الطبي الذين يبلغ عددهم حوالي 4000 عون وصلت إلى 80 بالمائة، مشيرة إلى معاناة هذا السلك في قطاع الصحة، وعن تلقيهم مجرد وعود منذ سنوات دون تطبيقها، مضيفة قيام النقابة بإرسال رسالة إلى وزارة الصحة متمنية الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية. للإشارة، فإنه وحسب ذات المتحدث سيتم عقد اجتماع وطني يوم الخميس المقبل لدراسة الوضعيات واتخاذ قرار في هذا الشأن وإيجاد حلول لهذه الوعود التي لم يتم تطبيقها.