نال الإنتاج الجديد للمسرح الجهوي بالعلمة (سطيف) “رحلة قطار" المقتبس من طرف عبد الله بن شريف عن أحد مؤلفات الكاتب المصري توفيق الحكيم، إعجابا كبيرا من طرف جمهور قسنطينة. وبرغم نوعية مستواها “الفكري" الداعي إلى الاستفسار وتحليل الحقائق، تابع عشاق الفن الرابع سهرة الجمعة بقاعة المسرح الجهوي بقسنطينة، على مدار ساعة ونصف من الزمن، وبكل اهتمام، أحداث هذه المسرحية التي كتبها وأخرجها محمد بلقيصرية، وقام بإعداد السينوغرافيا والموسيقى كل من سليمان بدري ومصطفى عمران على التوالي. ويفتتح المشهد على قطار متوقف بسبب نشوب خلاف بين الميكانيكي ومساعده حول إشارة مرور. ويحتدم الصراع ليمتد إلى غاية الركاب في المقصورات الخاصة، حيث يقدم كل واحد منهم تفسيرا لإشارة المرور موضع الخصام. وتختلف الآراء بينهم وتتسلسل الأحداث، لكن يستمر الوضع على حاله، إلا أن الخوف من قطار سريع قادم بأقصى سرعة ولتفادي الاصطدام الذي سيكون قاتلا، يُرغم المتخاصمين في آخر المطاف على دفن الأحقاد ومواصلة الطريق رغم المصير المجهول. واستنادا لمخرج هذه المسرحية فإنها “تعد تسليطا للضوء على الأحداث التي تهز العالم العربي" و«هي دعوة للتفكير والتحليل حول الصراعات التي يمكن تسويتها". أما عن الجانب الفني المتتبع في إنجاز مثل هذا النوع من النصوص فأوضح السيد محمد بلقيصرية أن هذه النصوص “تكتب لتكون مقروءة لا أن تكون عملا مسرحيا (..) وهذا ما يجعل الاهتمام يولى للجانب التقني من خلال استغلال جميع الأوراق الرابحة من أجل إعداد انسجام وتناسق كبيرين بين العناصر الفنية وخلق عرض حي". وفي نهاية العرض صفق الجمهور الحاضر مطولا لهذه المسرحية وللفنانين. جدير بالذكر أن المسرح الجهوي بالعلمة أنتج خلال العام الجاري 3 مسرحيات أخرى، ستعرض إحداها قريبا بتيزي وزو.