شكل العمل السينوغرافي وبروزالطاقات الشبانية فوق الخشبة ميزة أغلب العروض المسرحية للطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي يسدل عليه الستار يوم الخميس بالجزائرالعاصمة.واستمتع الجمهور على مدار 12 يوما من المنافسة بمختلف العروض المسرحية التي عولجت عبرنصوص درامية وكوميدية تطرقت لمختلف القضايا الإجتماعية وسمحت للفرق المشاركة بالاحتكاك فيما بينها ما خلق منافسة وافتتحت هذه الطبعة بمسرحية «حصلة» وهي عبارة عن كوميديا اجتماعية تدورحول عالم الشغل كتبها بن عمارة ماحي و أخرجها مجاهيرحبيب حيث لاقت ترحيبا كبيرا من قبل الجمهور.وأدى المسرح الجهوي لسيدي بلعباس مسرحية «ماذا ستفعل الآن .. « التي كتب نصها وأخرجها هارون الكيلاني حيث تناول من خلالها قصة «جلاب» وهو رجل في خريف العمرتتراءى له أشباح أصدقائه الذين ماتوا إثر حادث مرور حيث تميزالعرض بديكوره البسيط المتمثل في الغرفة القاتمة التي يعيش فيها «جلاب» والأشباح الذين يفسدون عليه في كل مرة صمته الأليم أو نومه الهافت داخل حوض الاستحمام.وعالجت مسرحية «نساء بلا ملامح» لجمعية النوارس للفنون الدرامية للبليدة المقتبسة عن نص للكاتب العراقي عبد الاميرالشمخي اشكالية المرأة في المجتمعات التسلطية من خلال معاناة ثلاث فتيات جمعهن القدر بعد تعرضهن للاغتصاب الجسدي والفكري حيث يحولهن المجتمع من ضحايا الى مجرمات ينبذن ويعزلن عن العالم.ولم تخرج مسرحية «امرأة من ورق» للمسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» بعنابة والمقتبسة عن رواية «أنثى السراب» للروائي واسيني الأعرج عن الدراما السيكولوجية إذ تناولت جانبا من المعاناة الوجدانية للمثقف والفنان من خلال قصة زوجة كاتب تصاب بانهيارنفسي كبيرلدى علمها أن زوجها الذي كان في الغيبوبة أفاق وهو ينادي باسم بطلة رواياته «مريم«.وتمازجت الدراما والكوميديا أيضا في عروض خارج المنافسة حيث استمتع+ جمهور العاصمة وولايات أخرى بأعمال أجنبية عرف بعضها تكسيرللطابوهات على غرار مسرحية «وسع الطريق» لفرقة «يناير تياترو» المصرية التي انتقدت بشكل لاذع الأوضاع السياسية في مصرما بعد «ثورة 25 يناير». ومن جهتها أمتعت فرقة «مسرح المدينة» المغربية مشاهديها بمسرحيتها الكوميدية «الدق .. والسكات» التي تناولت في قالب الفكاهة صراع الزوجين والعنف الأسري في المجتمع المغربي.وتطرقت «الجثة المطوقة» المقتبسة عن مسرحية بنفس العنوان للأديب الجزائري كاتب ياسين وهي من إنتاج فرقة «الربوة» من المسرح الجهوي لتيزي وزو بالتعاون مع «كريارك» الفرنسية لمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها المستعمرالفرنسي من خلال لوحات تعبرعن كفاح الجزائريين مع إبراز جانب من «التصادم» الذي حصل بين جيل تلك الأحداث وجيل الثورة. وقال المخرج المسرحي محمد الطيب دهيمي ل (واج) أن أهم ما ميزهذه الدورة «بروز حركية كبيرة للطاقات الشبانية» مشيرا إلى «التعددية في الميولات الفنية التي برزت من خلال تنوع النصوص المسرحية والموضوعات المعالجة» وهذا -يضيف المتحدث- «يرفع من مستوى العروض المسرحية«.