تعرف أزمة قطاع الصحة التي شلت المستشفيات العمومية لأزيد من شهر، طريقها للحل بعد تعليق الأسلاك المشتركة وسلك الشبه الطبيين للإضراب الذي دعت إليه النقابات، للمطالبة بمراجعة القوانين الأساسية لمختلف الأسلاك ونظام التعويضات وتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية، وكذا استعداد تنسيقية مهنيي الصحة ووزارة الصحة لاستئناف الحوار ووقف الإضراب الذي أدى إلى تأجيل الآلاف من العمليات الجراحية وتفاقم معاناة المرضى. كانت نقابة الأسلاك المشتركة قد علقت إضرابها الذي دام أكثر من شهر، وبررت الأمر ب"الحالة المزرية التي يعيشها المرضى وعملا على رفع الغطاء عن الذين يريدون تحقيق مآربهم الشخصية على حساب الأسلاك المشتركة"، لتليها النقابة الجزائرية لشبه الطبي بإعلانها تعليق الإضراب المفتوح، بعد أن تلقى المكتب الوطني للنقابة دعوة رسمية من قبل الوزارة الوصية، قصد مناقشة المشاكل العالقة وتسوية الأوضاع في القطاع، والذي توّج بالتراضي بين الطرفين بالتوقيع على محضر اجتماع تضمن الاتفاق على أغلب النقاط المرفوعة. أكد المكلف بالاتصال بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أنه “يتعين على ممارسي الصحة العمومية التخلي عن مطالبهم التعجيزية"، وقال سليم بلقسام في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية:"الحوار والاحترام المتبادل جاءا بثمارهما بخصوص مطالب سلك شبه الطبي في إطار التزامات الإدارة، وتوصلنا إلى نهاية إضراب سلك الشبه الطبي، فعلى ممارسي الصحة العمومية الاستلهام من ذلك". واعتبر أنه على المنظمات التي تشكل التنسيقية المشتركة “التخلي عن المطالب التعجيزية وتوقيف الإضراب اللامشروع واستئناف الحوار مع الإدارة". قال إلياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، بخصوص تصريحات المكلف بالإعلام بوزارة الصحة، سليم بلقاسم، إن تنسيقية مهنيي الصحة على استعداد دائم للجلوس لطاولة الحوار وعقد لقاءات مع ممثلي الوزارة لدراسة الملفات العالقة، والكرة الآن - يضيف مرابط - في مرمى وزارة الصحة والأمر مرتبط بها لتنظيم لقاء حوار معنا، كما فعلت مع نقابة الأسلاك المشتركة ونقابة السلك الشبه الطبي، وطالب مسؤولي وزارة الصحة بالتوقف عن “التصريحات الكاذبة" بخصوص المطالب المرفوعة التي وصفها سليم بلقاسم بالتعجيزية. وأكد إلياس مرابط أن التنسيقية طلبت من وزارة الصحة فتح أبواب الحوار يوم 19 مارس الماضي، أي قبل الدخول في سلسلة الإضرابات، إلا أن الوزير زياري لم يرد على مراسلة التنسيقية، وقدمت إشعارا بالإضراب ثمانية أيام قبل الدخول فيه لكنه لم يرد. وأضاف مرابط أن الإضراب الذي دعت إليه التنسيقية يوم الإثنين القادم سيتواصل، في انتظار دعوة من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للحوار.