اعتبر شفيق مصباح الخبير في الشؤون السياسية أن اليامين زروال هو الرجل الوحيد في الجزائر الذي يمكنه أن يحقق الإجماع الوطني في الرئاسيات المقبلة، لأنه الوحيد الذي تتوفر فيه شروط خلق توازن بين المؤسسة العسكرية والطرف المدني لاسيما التيار الإسلامي، علما أنه يكره السياسة، لكنه قد يقبل بعرض ترشحه كتضحية منه لإنقاذ الجزائر. قدم مصباح الذي نزل، أمس، ضيفا على فوروم جريدة “ليبيرتي" الناطقة بالفرنسية ما أسماه وثيقة دراسة أعدها عن المترشحين الفاعلين المتوقع أن يخوضوا غمار المعركة الرئاسية، من خلال عرضه المصور، تمثل في جدول ترتيب المترشحين بنسب المعايير التي اعتمدها في تنقيط كل مترشح التي قسمها إلى ذاتية وموضوعية، حيث جاء اليامين زروال في المرتبة الأولى ب 98 بالمائة، يليه مولود حمروش رئيس الحكومة السابق ب72 بالمائة وبعدها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم ورئيس حمس عبد الرزاق مقري ووزير الحكومة السابق أحمد بن بيتور، ثم رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى وأخيرا الوزير الأول عبد المالك سلال. وقبل أن يقدم الخبير في الشؤون السياسية والضابط السامي السابق في المخابرات العسكرية نتائج دراسته، شدد على توضيح أن بعض الدوائر لها تأثير في اختيار رؤساء الجزائر، أولها دعم جهاز المخابرات ودعم الخارج خاصة فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، كما للأفلان والأرندي تأثير كبير على مجريات الانتخابات في الجزائر، لكن في ظل ما يعيشه هذان الحزبان من انقسامات لا يمكنهما أن يؤثرا على الرئاسيات القادمة، إضافة إلى التيار الإسلامي الذي يشكل المتعاطفين معه ثلث الوعاء الانتخابي بالجزائر لاسيما السلفيين - يضيف- الذين لا يتم استشارتهم من قبل السلطة حول الانتخابات، إلا أن تأثيرهم على مجريات العملية قوي، وأخيرا - يقول شفيق مصباح- قيادة وزارة الدفاع الوطني، وكان لكل من الأرسيدي والأفافاس دور في العملية لاسيما في منطقة القبائل إلا أنهما فقدا هذا التأثير لأنهما انتهيا سياسيا حسب المتحدث. وأشار مصباح إلى أن زروال لديه من الشجاعة كعسكري لإخراج البلاد من الوضع الحساس الذي تعيشه ولمدة انتقالية لا تدوم أكثر من عامين على الأكثر، على أن يتم التأسيس لمجلس تأسيسي قد يكون رؤساء الحكومة السابقين ضمن تركيبته إن رغبوا التنسيق فيما بينهم من أجل إخراج البلاد من وضعها الحساس، وهم مولود حمروش، بن بيتور وعلي بن فليس، قال ضيف الزميلة “ليبيرتي". ولم يخف المتحدث رغبته في أن تقوم المؤسسة العسكرية بدور الحامي للحياة السياسية باعتبارها الهيئة الوحيدة التي يمكنها أن تضمن تكريس الديمقراطية خلال هذه الفترة الانتقالية على أن يتم التحضير لانتخابات رئاسية نزيهة في حدود 2016 مثلما هو حاصل في تركيا، لأن الجزائر في وضعها الحالي الذي يتسم بتشنجات وغضب شعبي وانتشار فضائح الفساد قد يعيدها إلى سنوات الدم، وبما أن الإدارة الحالية غير قادرة معنويا على ضمان انتخابات شفافة، فإنه من الأفضل القبول بالوضع على أن تتغير الأمور بعد عامين من المرحلة الانتقالية على حد تعبير -منشط الندوة-.