أكد محمد شفيق مصباح، محلل سياسي وضابط سابق في الجيش الوطني الشعبي، أن الجزائر أمام مرحلة صعبة تقتضي التسريع بالتغيير السياسي السلمي لتفادي سيناريو العنف والدم، لأنها ليست في مأمن من عدوى الثورات العربية، في الوقت الذي أكد فيه أن الجيش يجب أن يبقى حاضرا بقوة ويلعب دوره كحامي للديمقراطية وديمومة مؤسسات الدولة. رافع محمد شفيق مصباح، خلال الندوة التي نظمها أمس بمنتدى جريدة »ليبرتي« بالعاصمة، من أجل انتقال سلسل وتغيير سياسي سلمي، حيث توقع سيناريو من أصل ثلاثة سيناريوهات في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها حدوث انقلاب من طرف الجيش والاستخبارات ضد الرئيس بوتفليقة وهذا احتمال مستبعد لأن الجيش يزخر بإطارات مقتنعة بأن عصر الانقلابات قد ولى، أما السيناريو الثاني فهو متعلق بتنظيم انتخابات مسبقة بسبب العجز الصحي للرئيس. وقال في هذا الصدد، حاليا لا يمكن إجراء انتخابات رئاسية شفافة لأن محيط الرئيس لن يسمح بذلك في حال عدم تقديم مرشح يمثله. وعن السيناريو الثالث، فقد اقترح المحلل السياسي أن يكون هناك مرشح إجماع وهو الرئيس السابق، اليمين زروال، حيث أنه لا يمكن تجاوز الجيش ومصالح الاستخبارات في المرحلة الراهنة وبالتالي فإن هذا الرجل يمكنه التوفيق والفوز في الانتخابات الرئاسية مهما كانت، على أن يعمل خلال سنتين على تنصيب مجلس تأسيسي لصياغة الدستور وكذا تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة في سنة .2016 وعن المرشحين الذين يراهم المحلل السياسي في قائمة الرئاسيات المقبلة، نجد علي بن فليس، عبد العزيز بلخادم، أحمد بن بيتور، مولود حمروش، عبد المالك سلال وأحمد أويحيى، وبالنسبة لشفيق مصباح، فإن كلا من الاستخبارات، الجيش، فرنسا والاتحاد الأوربي، هي أطراف في معادلة التأثير على الانتخابات الرئاسية، فيما يبقى تأثير حزب جبهة التحرير الوطني ضعيفا بالنظر إلى الوضع الذي يمر به حاليا، كذلك هو الحال بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية وكذا التيار الإسلامي. وفي رده عن سؤال حول سبب إدراجه لشخص سلال في القائمة، قال، إنه تم تعيينه على رأس الحكومة من أجل عهدة رابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعن إمكانية قبول اليمن زروال ترشحه للرئاسيات، اكتفى شفيق مصباح بالتأكيد بأنه بالرغم من رفض الرئيس زروال للمبدأ إلا أنه وبحكم معرفته بالتركيبة النفسية لهذا الرجل، فإنه سيتحرك في أي لحظة ليلبي نداء الوطن، لأنه رجل كله وطنية ويحب الجزائر. وفي سياق متصل، حبذ شفيق مصباح، أن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة في الجزائر في إطار تغيير سياسي، بعيدا عن العنف والدم وهو السيناريو الذي قد تصل إليه الجزائر في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، حسب المتحدث الذي يرى ضرورة التعجيل بالتغيير السياسي السلمي وتجاوز مرحلة توزيع ريع البترول بعيدا عن إستراتيجية وطنية محددة للنهوض بالاقتصاد الوطني، فيما أكد على ضرورة إبقاء الجيش بمثابة حامي الديمقراطية ومؤسسات الدولة.