تؤكد إحصائيات وزارة الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات أن 60% من الجزائريين يموتون سنويا بسبب الإصابة بالأمراض الغير متنقلة، المتمثلة في مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، السرطان، والأمراض التنفسية.. الوضع الذي استدعى اعتماد مخطط استراتيجي وطني لمكافحتها، كشف عنه وزير الصحة والسكان، أمس، خلال إشرافه على افتتاح أشغال اليوم الدراسي الذي ضم خبراء ومختصين للمكلفين بإعداد التوصيات المتعلقة بطرق تطبيقه. قالت المديرة الفرعية بوزارة الصحة ورئيسة مشروع المخطط الاستراتيجي، جميلة نذير عربيد، على هامش أشغال هذا اليوم الدراسي، إن نسبة 60 بالمائة من الوفيات التي تسجل سنويا جراء الأمراض غير السارية شكل الدافع الأساسي للتفكير في اعتماد مخطط وطني استرتيجي للحد منها، لاسيما أن هذه الأمراض لا تعد مشكل صحيا فحسب بل تؤثر على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي. كما أن ظهور هذه الأمراض، خاصة مرض السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المزمنة، يشكل عبئا على النظام الصحي بالجزائر. وحملت مسؤولية هذا الوضع للأفراد بسبب العادات الغذائية السلبية والخمول البدني. وتشير إحصائيات الصحة والسكان، حسب ذات المتحدثة، إلى أن نسبة المصابين بداء السكري تتجاوز 10 بالمائة لدى البالغين سن 50 سنة فما فوق. إلى جانب ذلك تحصي الوزارة ما لا تقل نسبته عن 30 بالمائة من الجزائريين المصابين بارتفاع ضغط الدم، و44 ألف مصاب بمرض السرطان. أما بالنسبة لنسبة الوفيات من أمراض القلب والأوعية الدموية فتقدر ب26.1٪، تليها الأورام الخبيثة بنسبة 16 بالمائة، وأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 7.6. وأكدت بشأن سوء التكفل بالمصابين بمرض السرطان، أن المشكل يكمن في التنظيم، معتبرة المسؤولية لا تقع على عاتق وزارة الصحة لوحدها فحسب بل هي مشتركة بين الجميع. وقد دفعت هذه الإحصائيات المرشحة للارتفاع في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية، وزارة الصحة والسكان إلى التحرك بالتنسيق مع الاتحاد الأوربي، سعيا منها لتطوير وتنفيذ برنامج وطني بإشراك عدة قطاعات أخرى للحد من مخاطر هذه الأمراض وفقا لخطة عمل الحكومة لسنة 2013/ 2014 التي وافق عليها البرلمان في سبتمبر 2012. من جهته، طالب رئيس الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلك، حسان منور، وزارة الصحة والسكان، بتشخيص السمنة ضمن قائمة الأمراض، مشيرا إلى أن الارتفاع المستمر للمصابين بمرض السكري يشكل خطرا على المجتمع بسبب السلوك الاستهلاكي الخاطىء للمواطن الجزائري.